|


ديميرال.. فقد أمه صغيرا.. وألهمه رونالدو كبيرا

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2023.08.23 | 09:23 pm

في كل عام وتحديدًا يوم 21 مارس يحتفل العالم بعيد الأم، لكن التركي ميريه ديميرال، خصص هذا اليوم من أجل نعي والدته التي فقدها في حادث مروري حينما كان يخطو خطواته الأولى في عالم الساحرة المستديرة ويتمنى إنجاب ابنة حتى يسميها فاطمة على اسم والدته الراحلة.
في مدينة كوجالي التي تقع شمال غرب تركيا ويقصدها السياح للتمتع بشلالاتها الجميلة وينابيعها العذبة ولد ميريه ديميرال في 5 مارس من العام 1998 بعد أقل من عام على الانقلاب الشهير بمسمى «انقلاب ما بعد الحداثة» والذي أطاح بالحكومة الائتلافية التي تأسست في يونيو 1996، برئاسة الراحل نجم الدين أربكان.
عاش الفتى الصغير في كنفي عائلته التي كانت متيمة بعشق فريق غلطة سراي التركي ولم تكن تعلم ماذا تخبئ لها الأقدار بعد عدة أعوام من ولادة طفلهم ميريه الذي بدأت موهبته الكروية تظهر في عمر السادسة وحتى التاسعة حين بدأ اللعب في صفوف فئات الشباب بنادي فنربخشة التركي العدو اللدود لفريق عائلته غلطة سراي في ديربي مدينة إسطنبول.
كان الوالدان أكبر الداعمين لطفهم الصغير وهو يشق طريقه في سبيل تحقيق حلم احتراف كرة القدم، ولا ينسى ديميرال أعوامه الأولى في شباب فنربخشة حينما حضر والداه إلى إسطنبول التي تبعد نحو 100 كيلو متر عن مدينتهم لمشاهدة مباريات طفلهم الصغير، حيث يقول الولد: «أتذكر مباراة في الشتاء، كان الثلج يتساقط في ذلك الوقت. كانوا في المدرجات وأرادت والدتي أن تعطيني معطفها حتى لا أصاب بالبرد لن أنسى تلك الأيام ولن أنساها أبدًا، في يوم من الأيام».
في عام 2012 فجعت عائلة ديميرال بحادث مروع راحت ضحيته والدته التي كانت برفقة والده الذي نجى من الحادث بصعوبة، وكانت تلك الحادثة علامة فارقة في حياة ولم يستطع تجاوزها حتى الآن، يقول اللاعب عن تلك الحادثة: «والدتي لها مكانة عظيمة في داخلي، لقد فقدتها في سن الثانية عشرة. وأنا أعاني من مثل هذا الشيء في سن مبكرة جدًا، بالطبع، أثرت علي، في الوقت نفسه، جعلني ذلك أكثر ارتباطًا بكرة القدم، كانت والدتي ستفخر بي إذا رأت هذه الأيام، وفي حال رزقت بابنة سوف أسميها فاطمة على اسم أمي».
بعد تلك الحادثة بدأت فكرة الرحيل إلى أوروبا تراود الشاب الصغير الذي غضب من تجاهل المسؤولين في فنربخشة لموهبته وعدم تقديمهم عرض احترافي يستحق البقاء في الفريق الذي تدرج في فئاته العمرية حتى بلغ الفريق الأول، يقول ديميرال عن ذلك العرض الذي أغضبه: «عرض فنربخشة علي أنا والعديد من أصدقائي عقدًا احترافيًا بحد أدنى للأجور، وافق أصدقائي لكنني لم أفعل، كنت مترددًا في ذلك الوقت لأنني كان لدي حلم أوروبي، لكني في النهاية قررت الرحيل إلى أوروبا».
كانت فكرة الذهاب إلى أوروبا تخطر في ذهن الشاب الصغير منذ بلوغه السادسة عشر يقول عن تلك الفترة: «كانت فكرة الذهاب إلى أوروبا في ذهني، أردت أن أذهب إلى فريق حيث يمكنني أن أظهر نفسي بشكل احترافي وألعب، بالطبع، كان الذهاب إلى الدرجة الثالثة مخاطرة كبيرة، لكنني اخترت ألكانينيزي، الذي اعتقدت أنه يمكنني اللعب معه من أجل التكيف مع البلد. لهذا السبب انضممت إلى فريقي. أود أن أشكركم مرة أخرى. لقد رسموا لي تخطيطًا مهنيًا صحيحًا للغاية».

في البرتغال لم يحتج الفتى التركي الكثير من الوقت مع فريقه ألكانينيزي حتى لفت أنظار أحد كبار الدوري البرتغالي نادي سبورتينج لشبونة الذي انتقل إليه معارا قبل أن يقرر شراء عقده وتأتي المصادفة أن يكون خورخي خيسوس مدرب الهلال الحالي حينها مدربًا للفريق الأخضر حينها ويقرر الاستعانة باللاعب الشاب في الفريق الأول بأحد مباريات الكأس بعد أن قضى موسمين مع فريق الشباب.
طريقة اللعب في البرتغال ساهمت في تطوير إمكانية الشاب اليافع الذي كان مذهولاً من الفرق الكبير بين البرتغال وبلاده حيث تحدث عن الفروقات في أحد اللقاء الإعلامية وقال: «البنية التحتية الرياضية في البرتغال مختلفة تمامًا عن تركيا، إنهم ينظرون إلى كرة القدم التي تلعبها، وليس شعرك، تسمع أصوات تدخلات عنيفة في التدريبات، لا أحد يقول لماذا دخلت بقوة على قدمي، لأن هذه هي طبيعة كرة القدم، أولاً وقبل كل شيء، لعبت مباريات مع فرق الشباب لأندية كبيرة مثل بورتو وبراجا وبنفيكا، لعبت ضد لاعبين اللعب في أندية مهمة في العالم، لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة لي تعلمت منها الكثير».
شهدت الأعوام التالية تطورًا في مسيرة بعد إعارته من سبورتنج لشبونة إلى ألانيا سبور التركي، ومنه إلى فريق ساسولو الإيطالي الذي تألق في صفوفه ليجذب انتباه يوفنتوس عملاق إيطاليا، الذي تعاقد معه بشكل رسمي عام 2019، وزامل البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم النصر الحالي لمدة عامين حتى عام 2021.
يصف داميرال علاقته بالأسطورة البرتغالية بقوله: «رونالدو شخص مميز للغاية، له دور مهم في حياتي، ما فعله في يوفنتوس مهم جدًا بالنسبة لي، ما زلنا على اتصال، لدي ذكريات معه، عندما كنت ألعب في شباب فنربخشة، التقطت صورة له وهو يفوز بالكرة الذهبية ويبكي في غرفته، أعتقد أنه كان عام 2014. لقد أريته هذا عندما أصبحنا زملاء في الفريق، لقد صُدم أيضًا، كنن أحلم باللعب بجوار لاعبين رائعين مثله يحلم بلعب لاعبين رائعين في ذلك الوقت».
بعد انتقاله إلى يوفنتوس ومن ثم إلى أتلانتا وأخيرًا الأهلي، لاحقت الشهرة ووسائل الإعلام التركية بشكل خاص المدافع التركي الذي لا يحب أن تكون حياته الخاصة مادة دسمة لوسائل الإعلام خصوصا بعد ارتباطه بالنجمة وعارضة الأزياء السويسرية من أصل كوسوفي هايدي لوشتاكو التي يعيش معها منذ فترة طويلة وأنجب منها ولد وحيد وينتظر أن تنجب له الحسناء السويسرية فتاة يسميها فاطمة.
في سبتمبر المقبل سيكون على المدافع التركي أن يحمي شباك الأهلي فريقه الجديد من أهداف صديقه ومعلمه السابق الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو في مواجهة الأهلي مع النصر التي ستكون الاختبار الحقيقي الأول للتركي في القلعة الخضراء.