في الخمسينيات والستينيات انتشرت توقعات عن شكل العالم في عام 2000، كيف سيكون وما هي المتغيرات، كان شكل التوقعات غريبًا على الناس، وأتذكر أن مصطفى محمود، رحمه الله، توقع أن يكون لكل فرد في العائلة هاتفه الخاص، وهو أمر يصعب تصديقه حينها، وهناك من توقع أن يكون جهاز التلفزيون صغيرًا يحمله المشاهد معه أينما ذهب، وهو توقع حدث قبل عام 2000 عندما أُنتجت ساعات يد تلفزيونية في الثمانينيات، ولا أعرف السبب الذي لم يحقق لها الانتشار.
العالم ستيفن هوكينج توقع لعالم ما بعد الألفية الثانية محذرًا أن التطور سيتقدم بصورة قد تقود الإنسان، وقد يكون جزء من توقعه تحقق بالانطلاقة الكبيرة للذكاء الاصطناعي ابتدأت بتوجيه المشتركين في التطبيقات الاجتماعية من خلال صناعة (الترند)، فنحن في حقيقتنا لا نختار (الترند) بأنفسنا كمعجبين، إنما نتأثر من خلال تكرار طرحه علينا حتى يصبح ترند، أو من خلال اعتيادنا عليه لكثرة ما نشاهده فنتقبل وجوده بعد مدة حتى وإن لم نكن معجبين أو راضين في بداية الأمر.
هذا التأثير كان موجودًا قبل السوشال ميديا، لكنه لم يكن بهذا الحجم الذي نشهده اليوم، لأنه كان يقتصر على الأفلام خصوصًا الأمريكية، حينها تمت صناعة رامبو الذي لا يقهر وكان يمثل المقاتل الأمريكي، ومن تلك الأفلام تعرفنا على الحياة الأمريكية التي تصوّر الحياة الحلم، حتى الشخصية العربية التي عرفت بالأفلام الأمريكية كان مرسومًا لها أن تظهر على ذلك الشكل البعيد عن الواقع. كانت الأفلام الأمريكية تحدد أنواع الموضة ابتداءً بالملابس وانتهاءً بقصات الشعر. ولكن كم واحدًا حينها كان يتابع أفلامًا أمريكية كل يوم مثلما يتابع المقاطع والفيديوهات على السوشال ميديا؟ الفارق كبير جدًّا لأن تأثير السوشال ميديا أسرع بفارق كبير، ولأن الكثير من جيل السوشال ميديا أصبحوا مدمنين على المشاهدة عدة ساعات بشكل يومي.
اليوم يشتري الناس العديد من المنتجات بتأثير الترند، وعلى سبيل المثال هناك ملايين الناس اشتروا عطورًا لم يجربوها على أرض الواقع قبل شرائها، فالمنطقي أن تشتري العطر بعد أن تجرب رائحته، لكنهم كانوا يشترون بتأثير من تكرار الفيديوهات التي تتحدث عن العطر، هذه الفيديوهات تظهر لك بطريقة مقصودة، أو أن تسلط المنصة الضوء على لعبة معينة فتصبح اللعبة ترند، أو حتى في المواضيع الاجتماعية قد تلحظ أن موضوعًا معينًا بدأت تكثر الفيديوهات التي تتحدث عنه ليصبح الموضوع بعد مدة الترند الجديد في المواضيع الاجتماعية. صار صعبًا على الإنسان اليوم أن يؤكد إن كان قد اتخذ قراره عن قناعة تامة أو من تأثير ما يشاهده أو يسمعه من السوشال ميديا، والمضر عندما يكون هذا التأثير خاطئًا، والأخطر عندما يصيب الضرر ثوابت العائلة وتماسكها، أو عندما ينشر الممارسات البعيدة عن الأخلاق الرفيعة ويفرضها وكأنها سلوكًا عاديًا. السوشال ميديا أبعد بكثير من كونها وقتًا للتسلية، فقد تسرق عقلك إن لم تحصنه بالانتباه واليقظة.
العالم ستيفن هوكينج توقع لعالم ما بعد الألفية الثانية محذرًا أن التطور سيتقدم بصورة قد تقود الإنسان، وقد يكون جزء من توقعه تحقق بالانطلاقة الكبيرة للذكاء الاصطناعي ابتدأت بتوجيه المشتركين في التطبيقات الاجتماعية من خلال صناعة (الترند)، فنحن في حقيقتنا لا نختار (الترند) بأنفسنا كمعجبين، إنما نتأثر من خلال تكرار طرحه علينا حتى يصبح ترند، أو من خلال اعتيادنا عليه لكثرة ما نشاهده فنتقبل وجوده بعد مدة حتى وإن لم نكن معجبين أو راضين في بداية الأمر.
هذا التأثير كان موجودًا قبل السوشال ميديا، لكنه لم يكن بهذا الحجم الذي نشهده اليوم، لأنه كان يقتصر على الأفلام خصوصًا الأمريكية، حينها تمت صناعة رامبو الذي لا يقهر وكان يمثل المقاتل الأمريكي، ومن تلك الأفلام تعرفنا على الحياة الأمريكية التي تصوّر الحياة الحلم، حتى الشخصية العربية التي عرفت بالأفلام الأمريكية كان مرسومًا لها أن تظهر على ذلك الشكل البعيد عن الواقع. كانت الأفلام الأمريكية تحدد أنواع الموضة ابتداءً بالملابس وانتهاءً بقصات الشعر. ولكن كم واحدًا حينها كان يتابع أفلامًا أمريكية كل يوم مثلما يتابع المقاطع والفيديوهات على السوشال ميديا؟ الفارق كبير جدًّا لأن تأثير السوشال ميديا أسرع بفارق كبير، ولأن الكثير من جيل السوشال ميديا أصبحوا مدمنين على المشاهدة عدة ساعات بشكل يومي.
اليوم يشتري الناس العديد من المنتجات بتأثير الترند، وعلى سبيل المثال هناك ملايين الناس اشتروا عطورًا لم يجربوها على أرض الواقع قبل شرائها، فالمنطقي أن تشتري العطر بعد أن تجرب رائحته، لكنهم كانوا يشترون بتأثير من تكرار الفيديوهات التي تتحدث عن العطر، هذه الفيديوهات تظهر لك بطريقة مقصودة، أو أن تسلط المنصة الضوء على لعبة معينة فتصبح اللعبة ترند، أو حتى في المواضيع الاجتماعية قد تلحظ أن موضوعًا معينًا بدأت تكثر الفيديوهات التي تتحدث عنه ليصبح الموضوع بعد مدة الترند الجديد في المواضيع الاجتماعية. صار صعبًا على الإنسان اليوم أن يؤكد إن كان قد اتخذ قراره عن قناعة تامة أو من تأثير ما يشاهده أو يسمعه من السوشال ميديا، والمضر عندما يكون هذا التأثير خاطئًا، والأخطر عندما يصيب الضرر ثوابت العائلة وتماسكها، أو عندما ينشر الممارسات البعيدة عن الأخلاق الرفيعة ويفرضها وكأنها سلوكًا عاديًا. السوشال ميديا أبعد بكثير من كونها وقتًا للتسلية، فقد تسرق عقلك إن لم تحصنه بالانتباه واليقظة.