|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-09-02
ـ أكتب قبل 4 ساعات من اللقاء المرتقب بين الهلال والاتحاد، والواقع أن المباراة بدأت قبل يومين من إطلاق صافرة البداية، لأنها كانت حديث المجالس والاستراحات.
هذه المرة يتجاوز الكلاسيكو الاهتمام الآسيوي لأن اهتمامًا عالميًا كان واضحًا بالكلاسيكو، فقد خصصت قنوات عالمية استديوهات تحليلة قبل وبعد المباراة. مهما كان الفائز بالمباراة إلا أن فائزًا أكبر اسمه الدوري السعودي. قد تشبه الإثارة في الدوري السعودي إثارة الدوري الإنجليزي لأن هناك عدة مباريات كلاسيكو بين فرق مختلفة، وليس بين فريقين فقط مثلما في الدوري الإسباني وتحديدًا بين برشلونة وريال مدريد. نحتاج بعض الوقت كجمهور لنستوعب القفزة الهائلة التي قفز فيها الدوري السعودي من أهم دوري آسيوي إلى أهم الدوريات العالمية.
ـ ربطتني علاقة بكريم العراقي أبعد من تلك الحوارات الإذاعية التي جمعتني معه على الهواء، ومع أن الحوارات الإذاعية اتسمت بالصراحة وشجون غربة كريم الطويلة، إلا أن الحوارات الأكثر صراحة كانت تلك البعيدة عن الميكرفون. كانت الأحاديث الخاصة التي تفيض من كريم تجسد آلام كل المبدعين العراقيين في المهجر، حينما تستقبلهم الغربة بوجه قاس وحشي بارد ومظلم لتنثرهم في شتات أوروبا، حتى عندما شعر بالاستقرار والراحة في الإمارات وجد نفسه مضطرًا للإقامة في أوروبا عدة سنوات قبل أن يعود للإمارات التي كانت بلدًا ثانيًا حقيقيًا له. كريم رحمه الله، بالإضافة لكونه مبدعًا كبيرًا كان شخصية حساسة أنيقة وخجولة، وهو في طبيعته يمثل رقة قصائده، ويفعل على أرض الواقع ما يدعو إليه فيما يكتب. كريم حصل على شهرة مبكرة استثنائية فقد كتب لأهم الأسماء الفنية وهو في بداية شبابه، وقصائده الوطنية والرياضية المغناة تعيش في وجدان وعلى لسان الشعب العراقي، بالإضافة لنجاحه الكبير على المستوى العربي في قصائده العاطفية المغناة. حافظ كريم على ابتسامته المعروفة طوال رحلة المرض، كان كبيرًا وغادر كبيرًا.
ملأنا الأرض أزهارًا وحُبًا
وفي أعماقنا همٌ كبيرُ
ونقضي العمرَ نكرانًا ونفيًا
وبعدَ الموتِ أعلامًا نصيرُ