|


صالح الطريقي
الفرج أخطأ.. الصربي كذلك
2023-10-04
بدأت حملة للدفاع عن قائد فريق الهلال “سلمان الفرج” من قبل بعض الجماهير، فركب بعض الإعلاميين الموجة، وطالبوا إدارة الهلال بتقديم احتجاج للاتحاد الآسيوي لرفع الظلم وإلغاء البطاقة الحمراء عنه.
فهل ظُلم “الفرج”؟
ما قام به “الفرج” مشابه للحركة التي قام بها لاعب نادي “ناساجي مازندران” الإيراني “أمير”.
وقانون كرة القدم يعتبر الضرب على الوجه واللعب متوقف “سلوك مشين” يستحق الطرد.
لهذا البطاقة الحمراء كانت مستحقة، وكان من المفترض ممن يرفعون راية الدفاع عن قائد الفريق، أن يقولوا له: “أخطأت، وكان عليك أن تكون قائدًا يهدئ لاعبي فريقه”.
أما لاعب الهلال الصربي “ألكساندر ميتروفيتش” فهو من أشعل فتيل المشكلة، فبعد ارتكابه خطأ ضد المدافع، دخل في مشادة معه، وكان من المفترض عليه إن لم يرد الاعتذار أن يبتعد، وألا يدخل في مشادة خصوصًا أن فريقه متقدم، والمباراة لا يوجد فيها عنف، كذلك هو من أخطأ.
أضف إلى ذلك اللاعب العقلاني حين يلعب بأرض الفريق الآخر، وهذا الآخر لا أمل له بالمنافسة فيما فريق الهلال مرشح للبطولة، يحاول جاهدًا ألا يستفز المنافس حتى لا يصبح عنيفًا تجاهه وتجاه زملائه، فيهيج الجماهير.
وربما شاهدنا بعد المشادة كيف تغير تعامل الجماهير مع “نيمار” وهو يلعب الركنية، فبدؤوا الرمي عليه.
وكل هذا بما فيه طرد القائد الذي يحتاج لقائد يهدئه كان سببه رعونة من “الصربي”، فلو اعتذر، أو ابتعد عن اللاعب لما تتابعت ردات الفعل تلك.
أخيرًا.
أعرف أن المتعصبين يتعاملون مع النقد على أنه “حقد”، ثم يدخلون “الوطنية” كعادتهم للمزايدة، وليشككوا بوطنية من ينقد سلوكًا خاطئًا، وأن الوطنية تفرض عليك أن تصمت، أو تدافع عن “ابن وطنك” وإن أخطأ.
فيما الوطنية تفرض عليك أن تشير للخطأ، وأن تقول لمن أخطأ إنه أخطأ، ليصحح مساره.
والأهم أن صمتك أو دفاعك عن الخطأ سيسبب خللًا أخلاقيًا في ضمير الجيل النشء، فيعتقدون أن الخطأ صواب، وهنا تكمن الكارثة.