النجمة الكبيرة تكشف عن كواليس «ألفريدو» وجديد رمضان
إلهام: الصعب يستهويني
تعدُّ النجمة المصرية الكبيرة إلهام شاهين إحدى أبرز الممثلات، وتملك تاريخًا حافلًا بالأعمال الدرامية الناجحة على الشاشة الصغيرة، بدأتها بـ “ليالي الحلمية” في التسعينيات الميلادية. “الرياضية” التقت إلهام، فتحدَّثت عن مشوارها الفني، ومسلسلها الجديد “ألفريدو” المأخوذ من رواية “55 مشكلة حب” للدكتور مصطفى محمود، كما تطرَّقت إلى محطات من مسيرتها.
01
بدايةً، كيف تصفين دورك في مسلسل “ألفريدو”؟
الدور جديد علي، فأنا أجسِّد شخصية “ثريا ـ سوسو”، وهي امرأةٌ مريضةٌ بالزهايمر، وتعاني من قسوة وجحود أبناء أخيها، الذين ضحَّت بحياتها وزواجها لتربِّيهم، وأود أن أثني على الفنان أحمد فهمي الذي أبدع في الدور، فهو فنانٌ متميزٌ، ولا يزال بيننا عديد من المشاهد القوية.
02
اعتذرتِ عن عدم العمل في مسلسلات عدة، ما عدا “ألفريدو”، ما صحة ذلك؟
هذا صحيح، فبعد كل الأعمال التي قدمتها، أصبح من الصعب علي العثور على دور جديد لتقديمه، خاصةً أن لدي معايير محددة في اختيار الأعمال التي سأشارك بها، من أهمها أنّ يكون الدور مهمًّا وجديدًا ومتميزًا، فلا أريد تكرار نفسي. بعد مسيرة درامية، حملت أكثر من 40 عملًا، بات الجديد قليلًا.
03
كيف تمكَّنتِ من تقديم شخصية مريضة الزهايمر؟
دائمًا ما أحرص على تقديم الأدوار الصعبة، وللمرة الأولى بالفعل أجسِّد مثل هذه الشخصية، لذا تطلَّبت مني تحضيرات كثيرة، لا سيما أن مرضى الزهايمر لديهم طريقة معينة للحياة وتصرفات خاصة، وهذا ما فضَّلت أن أظهره بشكل طبيعي على الشاشة، لذا كثيرًا ما تجدون “ثريا” دون مكياج. أنا لا أهتم بوضع المكياج إذا كان المشهد لا يتطلب ذلك، لأن الممثل الحقيقي يهتم بتقديم الدور بكل تفاصيله.
04
بعد نجاح “بطلوع الروح”، لماذا تغيَّبتِ عن شاشة رمضان، وماذا عن جديدكِ؟
هناك مفاوضات على مسلسل لرمضان 2024، لكن لم أحسم قراري بعد. الحقيقة، أنا لا أستطيع أن أتماشى مع موضة بدء التصوير دون اكتمال السيناريو، ومن المستحيل أن أقرأ عشر حلقات من أصل 30، وأدخل التصوير، لا يمكن أن يحدث هذا، فلا بد أن أجد السيناريو كاملًا بين يدي، وأقرأه مرة واثنين حتى أكوِّن وجهة نظر كاملة حول الشخصية، إلى جانب إجراء البروفات وجلسات العمل مع المخرج والمؤلف والفنانين المشاركين حتى تتوحَّد رؤيتنا جميعًا حول العمل والشخصيات. هكذا تعلَّمنا وقدَّمنا أعمالًا لا تزال خالدةً في تاريخ الدراما العربية إلى اليوم.
05
صرَّحت بأنك متشوّقة لدراما الكاتب محمد جلال عبد القوي، لماذا؟
عن نفسي، أقول إني أفتقد كُتَّاب الزمن القديم، لأن الدراما التلفزيونية تعتمد على الكاتب، وقد عملت دراما قوية مع أسماء كبيرة، مثل أسامة أنور عكاشة، وسمير عبد العظيم، ومحسن زايد، وكوثر هيكل، ومحمد جلال عبد القوي. اليوم أصبحت الموضوعات أبسط، لذا مشتاقة للموضوعات الأصعب والأعمق، وأتمنى أن يعود محمد جلال عبد القوي للكتابة مجددًا. التطور الزمني جعل كل شيء يختلف، والدراما حاليًّا أقوى من ناحية التقنية، لكن الموضوعات الدسمة، والقصص المتشابكة، والقضايا التي تدخل في جسم المجتمع، كانت في الماضي فقط، ونادرًا ما نجدها اليوم.
06
“زي القمر”، “بطلوع الروح”، “ألفريدو”، أعمال لا يتعدَّى عدد حلقاتها 15، هل أصبحتِ تفضلين هذه النوعية من الأعمال؟
الترمومتر في هذا الموضوع هو السيناريو. “بطلوع الروح”، و”زي القمر”، على الرغم من قوة أدوارهما وصعوبتها، إلا أنهما عُرضا في حلقات قليلة، وجاء ذلك في صالح العمل والجمهور، ولاقى العملان نجاحًا كبيرًا. اليوم أفضّل هذه النوعية من المسلسلات، وقد وجدت المؤلف عمرو محمود ياسين يقدم في “ألفريدو” وجبةً سينمائيةً متكاملة خلال حلقات قليلة، والمشاهد حاليًّا أصبح يفضِّل الأعمال السريعة التي تروي القصة بشكل سريع ومفيد ومكتمل الجوانب، فالمسلسلات الطويلة تدفع بعض الكتَّاب أحيانًّا لوضع خطوط فرعية كثيرة، تضطرهم للابتعاد عن الموضوع الأساسي للوصول إلى عدد الحلقات المطلوبة، وقلة عدد الحلقات بهذا الشكل المتكامل عنصر جذب.
07
ما النصيحة التي تقدمينها إلى كل فنانة ما زالت في بداية مشوارها؟
أنصحها بتثقيف نفسها، فالثقافة تلعب دورًا مهمًّا في حياة الفنانة، وكلما زادت درجة وعيها وإدراكها لما يحدث في الساحة الفنية من تطورات، تمكَّنت من تحقيق النجاح بشكل أكبر، كما أنصحها أيضًا بألا تشارك في عمل تخوض من خلاله البطولة المطلقة دون أن يضيف لها شيئًا، ففي كثير من الأحيان تكون البطولات المطلقة بمنزلة فخ، يقع فيه الفنان الذي تغريه فقط مساحة الدور بغض النظر عن مضمونه.
08
عندما تقيِّمين ما مرَّ من حياتكِ، هل تشعرين بأنك عشتها كما كنت تريدين؟
أنا متصالحة مع نفسي، والقدر رسم لي طريق. عندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية، رشَّحني أساتذتي لأول دور تمثيل، والمخرجون بدأوا يرسلون لي أدوارًا كثيرة، وشاركت وأنا تلميذة في مسلسل “أديب” قصة الدكتور طه حسين، وتأليف محمد جلال عبد القوي، وإخراج يحيى العلمي، وبطولة نور الشريف، وشخصية “فؤادة” مسلسل “البركان”، كما شاركت في أعمال مهمة ومشرّفة في تاريخي مثل “نصف ربيع الآخر”، و“الحاوي”، و”بنات أفكاري”، و”البراري”، و”الحامول”، و“ليالي الحلمية”، وقدمت أعمالًا عظيمة للدراما المصرية.