|


محمد المسحل
تكنولوجيا صناعة الأبطال - 6
2023-12-02
في الحلقات الخمس الأولى لهذه السلسلة من المقالات، التي تُعنى بآلية “أو تكنولوجيا” صناعة البطل، تناولت الخطوات التي تهتمُّ بالخطوات والأيام الأولى للطفل، ليتمَّ أولًا اكتشاف وجود موهبة رياضية لديه، وحبه واهتمامه برياضة مفضلة، من ثم حماية هذا الاهتمام، وصقل موهبته.
في هذه الحلقة التي ستكون الرابط، أو “مرحلة التأهيل”، فيما بين مرحلة الطفولة المبكرة، ومرحلة الدخول الفعلي في منافسات الرياضة المفضلة لديه، بل والاحتراف فيها أيضًا، سأوضح الأُسس الرئيسة التي ستمكِّن هذه الموهبة من الوصول إلى مستوى النخبة والاستمرار بها. وهنا لأزيد من البدء بموضوع تربية الطفل على نمط الحياة الصحيح، ونمط الحياة الصحي، سأوضح الفارق بينهما. نمط الحياة الصحيح: لا يخفى على كل مَن عمل في المجال الرياضي، أن أغلب الرياضيين الذين فشلوا في الوصول إلى مرحلة الاحتراف الرياضي، والحصول على إنجازات رياضية، تتناسب مع موهبتهم، فشلوا بسبب ضعف وازع الاحترام لديهم، سواءً احترام الوالدين، أو مَن هم أكبر منهم، من مدربين وزملاء ومعلمين، أو ضعف احترامهم للوقت والمواعيد والانضباط بشكل عام. وهناك أيضًا ضعف ثقافتهم وتعليمهم، بالتالي فقدوا كثيرًا من الفرص، ووقعوا في كثيرٍ من الأخطاء قبل وخلال وصولهم إلى مرحلة الشهرة. على سبيل المثال، نرى ذلك جليًّا في تصرُّفات بعض اللاعبين الذين وصلوا إلى مرحلة الاحتراف من خلال تذبذب مستوياتهم بسبب ضعف الالتزام بالتدريبات، وتوتُّر علاقتهم فجأةً مع مدربيهم وزملائهم، بل وتورُّطهم أيضًا داخل الملعب وخارجه لأسباب، تعود بالدرجة الأولى إلى فقدان هذا اللاعب الثقافة العامة وحُسن التصرف، وسهولة انزلاقه إلى مغريات الحياة لدرجة تتسبَّب في فشله بحياته الرياضية والشخصية! كل ذلك بسبب جهله بماهية نمط الحياة الصحيح! أما نمط الحياة الصحية، فيختصُّ بما تربَّى عليه هذا الطفل من صغره فيما يخصُّ النوم المبكر والكافي، والأكل الصحي، وتفادي تناول السكريات والمشروبات الغازية، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وبكل تأكيد النظر للتدخين والمشروبات والعقاقير المحرَّمة بأنها أمورٌ لا علاقة لها بإثبات الرجولة وصقل الشخصية و”الكاريزما”، بل أشياء مدمرة لصحة الإنسان بشكل عام، والرياضيين خاصةً.
بعد إتقان ما ذُكر أعلاه، نبدأ الحديث عن المراحل المتقدمة لتكنولوجيا صناعة الأبطال.