|


محمد المسحل
تكنولوجيا صناعة الأبطال - 7
2023-12-15
أتممت في الحلقات الست السابقة الحديث عن كيفية اكتشاف وصناعة البطل الرياضي منذ طفولته المبكرة حتى وصوله للسن التي يكون مهيّأ فيها تربويًا وصحيًا وفنيًا للانخراط في العمل الرياضي الممنهج، تمهيدًا لوصوله لمرحلة المنافسات الرسمية التي قد تؤهله للوصول لمستوى رياضيي النخبة، الأبطال.
اليوم، سأتحدث عن مرحلة لا تقل أهمية أبدًا عن المراحل السابقة، وهي مرحلة تتحكم بشكل كبير بمستقبل اللاعب، حيث إمّا أن تَستثمر موهبته بشكل إيجابي وتصقله ليُصنع منه بطلًا! وإما أن تتسبب بدفنه وإنهاء مسيرته الرياضية الواعدة. وأعني هنا عاملين مهمين جدًا: الأصدقاء (أو البيئة والوسط الذي يعيش فيه اللاعب)، والنادي أو المركز الرياضي (ومدى مهنية وأخلاقيات الأجهزة التدريبية والإدارية).
في مرحلة دخول اللاعب الموهوب لسن المراهقة، تتغير تشكيلة أصحابه ورفاقه بالتدريج، فبسبب الانتقال من مرحلة دراسية لأخرى، أو الانتقال من منطقة سكنية لأخرى، أو بتزايد عدد ساعات العمل التي يقضيها في النادي أو بتغيّر وسيلة النقل التي تنقله من وإلى هذا النادي، يخرج البعض من قائمة أصدقائه، ويستجد عليها البعض الآخر! وهنا، سيتأثر هذا المراهق بكل تأكيد بهؤلاء الخارجين والمستجدين على قائمته سلبًا أو إيجابًا!. سواءً لأسباب نفسية أو تربوية أو حتى أخلاقية وصحية. فإن كان أثر هذا العامل إيجابيًا، فموهبة هذا الشاب ستزدهر وتكبر، وإن كان أثرها سلبيًا بتشتيت تفكيره وتعلمه لعادات سلبية مثل السهر والتدخين وعصيان الوالدين وغيرها من أمور، فغالبًا موهبته ستندثر.
أما التأثير السلبي أو الإيجابي الذي من الممكن أن يتسبب به الجهاز الفني والإداري في النادي أو المركز الرياضي، فتتمثل بعدة أمور، منها:
- مدى جودة عمل الجهاز الفني المشرف على اللاعب وجودة المرافق والأدوات المستخدمة في التدريب.
- مدى مهنية الأجهزة الإدارية في النادي أو الاتحاد، واحتضانهم المناسب للموهبة ومدى تنسيقهم مع أسرة اللاعب وجهازه الفني.
- الأخلاقيات العامة والقيم في النادي ومدى تأثيرها على أخلاقيات اللاعب.
- المسافة التي يقطعها اللاعب ليصل لتوقع التمرين.
فكلما كانت جودة العناصر أعلاه جيدة، وموقع النادي مناسبًا، كلما كانت الفرصة أكبر لصناعة البطل. والعكس صحيح.