|


الهيدوس والشيب..تسديد فاتورة 13 عاما

حسن الهيدوس، قائد المنتخب القطري الأول لكرة القدم، يحتفل بعد تسجيله أمام فلسطين في ثمن نهائي كأس آسيا 2023 (الفرنسية)
الرياض ـ أسامة فاروق 2024.02.02 | 09:43 pm

في ملعب خليفة بدا كل شيء مثاليًا، 37 ألفًا ويزيد يملؤون المدرجات صخبًا، الألعاب النارية تعانق سماء الدوحة، الوفود حاضرة، وكبار الشخصيات تبارك لأمير البلاد الجالس في المنصة على نجاح حفل افتتاح كأس آسيا "قطر 2011".
وبعد العروض والرقصات انتقلت الريشة إلى الأقدام بحثًا عن إتمام المعزوفة، 11 لاعبًا قطريًا تحت قيادة المدرب الفرنسي برونو ميتسو، يحملون على عاتقهم مهمة إتمام الأمسية بسلام، وإسدال ستائر الافتتاح على وقع أيادٍ تصفّق وحناجر تهلل.
على الجانب الآخر، لم يكن الأوزبكيون مشغولين بهذه الحسابات، استعدّوا كما يجب، وعندما غادروا غرفة تبديل الملابس قبيل صافرة البداية كانوا محملين برسالة من قائدهم سيرفر جيباروف تحمل عنوانًا واضحًا «النقاط الثلاث لقطع نصف المهمّة».
وتناثرت عناصر الطرفين فوق أرض الملعب، وعلى بُعد أمتار منهم جلس بدلاء قطر يلهجون بالدعاء، يتمتم بعضهم بآيات قرآنية، والآخر يشد من آزر البقية، كان بينهم خلفان إبراهيم، أفضل لاعب في آسيا 2006، ويوسف أحمد، وعلي عفيف، وأيضًا الواعدان حسن الهيدوس وسعد الشيب.
الشوط الأول انقضى سلبيًا، وأطلق الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا صافرته إيذانًا بانصراف اللاعبين إلى غرف الملابس، وبعد ربع ساعة عاد المنتخبان بالأسماء ذاتها دون تغيير، وتجاور الشيب والهيدوس مع بقية الرفاق مجددًا على دكة البدلاء.
آراء المدرجات بين الشوطين تباينت، هناك من استشرف الفوز مستدلًا بالإشارة التي بعثتها تسديدة فابيو سيزار المرتدة من القائم، والبعض استذكر مراوغة حسين ياسر وكم كانت ممتعة، وكثيرون أبدوا تخوّفهم من اهتزاز الخط الخلفي للعنابي، مستحضرين كرة ألكسندر جينريخ، والصرير الصادر عن اصطكاكها مع العارضة.
انطلق الشوط الثاني وحاولت المباراة التشبث بسلبيتها، ورفضت أكثر من فرصة لتغيير النتيجة، حتى ضغط عادل أحمدوف زر التسجيل في الدقيقة 59 ملقيًا بسحابة صمت على المدرجات المكتظة.
سارع برونو أو "عبد الكريم" ميتسو بإجراء تبديلين بعد الهدف مباشرة في محاولة للتدارك، لكن ذئاب الأوزبك البيضاء خمشت شباك قاسم برهان مجددًا عن طريق قائدها جيباروف وجعلت العودة مستحيلة.
عكّرت تلك الهزيمة فرحة حفل الافتتاح، الذي تحول خلال ساعتين من مصدر فخر، إلى موضع رثاء، وتعيَّن على العنابي تعديل المسار في المباراتين المتبقيتين ضمن مجموعته حتى لا يجرع كأس الخروج المبكر على أرضه.
ومع أنه فاز بمباراتيه التاليتين كما رغب، صعد ثانيًا عن مجموعته، لأن الأوزبكيين لم يهدروا أي نقطة من التسع المتاحة، فكان لا مفر أمامه من لقاء الغول الياباني في محطة ربع النهائي.
حاول المنتخب القطري مقارعة محاربي الساموراي، وتقدَّم عليهم مرتين، لكنه خسر في نهاية المطاف ودفع فاتورة صدمة الافتتاح التي اقترفها الأوزبك، واكتفى نجوم العنابي بمشاهدة ما تبقى من الكرنفال خلف الشاشات.
توفّي ميتسو وأسقط قطار الاعتزال غالبية لاعبي تلك الليلة، حتى بعض الناجين منهم أصبحوا خارج حسابات المنتخب، إلا الهيدوس والشيب، ستتاح لهما السبت فرصة حضور الجزء الثاني من السيناريو، ليسا كصاعدين هذه المرة، وإنما مدججين بسلاح شارة القيادة ذاته الذي صعقهما به جيباروف قبل 13 عامًا.