قصص رياضية
روسينيور.. الأب أقيل في 10 دقائق والابن يوقظ حلم "النمور"
دخل الإنجليزي السيراليوني ليروي روسينيور إلى قاعةٍ للمؤتمر الصحافية، في 17 مايو 2007، ليتحدث أمام الإعلام عن تعيينه للتوّ مدرّبًا لفريق توركوي يونايتد الإنجليزي الأول لكرة القدم، في أعقاب هبوط الأخير، الملقب بـ "النوارس"، من دوري القسم الرابع ومغادرته ما يُسمّى بـ "نظام الكرة في إنجلترا"، وهو مستواها الأعلى المؤلّف من الأقسام الأربعة العليا، وعلى رأسها الدوري الممتاز "بريميرليج".
قال روسينيور، الذي كان لاعبًا حتى 1998، إنه لا يَعِد بتحقيق النجاح "بين عشيّة وضحاها"، وعبّر عن تحمسه للعودة إلى الفريق الذي درّبه بين 2002 و2006، قبل أن يرحل بالتراضي، مصرِّحًا "تمنيت لو لم أرحل أبدًا"، مشيرًا إلى تفكيره في الموسم المقبل.
انتهى المؤتمر سريعًا، وبعدها تلقّى روسينيور خبرًا صادمًا ما لم يتوقعه أحد. لقد أقيل في نفس يوم تعيينه وبعد 10 دقائق فقط، كانت الفاصل الزمني بين القرارين، خرج خلالها للحديث مع الصحافة عن مهمةٍ لم تكن أبدًا له.
بذلك، دخل إلى كتاب الأرقام القياسية الكروية الإنجليزية، لكن من بابٍ ضيق، بوصفه صاحب أقصر مهمة تدريبية على امتداد تاريخ نظام الكرة في إنجلترا.
حاليًا، يتابع روسينيور، البالغ من العمر 60 عامًا، بإعجاب ابنه المدرب ليام، وهو يخطف الأضواء مع فريق هال سيتي، المنتمي إلى دوري التشامبيونشيب "القسم الثاني"، ويقوده إلى منطقة الستة الأوائل، الذين سيحوز نصفهم، مع نهاية الموسم، مجد الالتحاق بـ "البريميرليج" أقوى دوري في العالم.
وعندما تعرض ليروي إلى صدمة الإقالة بعد 10 دقائق من التعيين، كان ابنه لاعبًا شابًا بشعار فريق ريدينج الإنجليزي.
في ذلك اليوم، الذي لا تنساه الأسرة الإنجليزية المتحدّرة من غرب إفريقيا، دقّ هاتف روسينيور، بعد تعيينه بقليل، مُظهِرًا رقم مايك باتسون، رئيس نادي توركواي يونايتد، الذي رتّب كلماته وأوضح لطرف المكالمة الآخر أن كل شيء حدث بسرعة وأنه وافق للتو على بيع النادي إلى تحالفٍ قرّر أعضاؤه تعيين مدرب آخر للفريق، هو اللاعب السابق بول باكل.
آنذاك، تحدثت الصحف البريطانية عن الواقعة الغريبة، وقالت إحداها إن حِبر قرار التعيين لم يكن قد جفّ بعد.
في وقتٍ لاحق، صرّح روسينيور، للإذاعة البريطانية، قائلًا "نزلتُ وعقدتُ المؤتمر الصحافي، واتصل بي مايك بعد حوالي 10 دقائق".
واسترسل "اعتقدت أنه كان يمزح، لكنه قال لي إنك لن تصدق ذلك، لكنهم قدموا عرض الشراء الذي أريده وسنقوم بتسوية كل شيء".
كانت تلك وقائع أقصر مهمة تدريبية في نظام الكرة الإنجليزية. قبلها، كان الرقم القياسي السلبي مدوّنًا باسم المدرب ديف باسيت، الذي استمر، لأربعة أيام فقط من عام 1984، قائدا لفريق كريستال بالاس.
وبتغيير ملكية توركواي يونايتد، انتهت على نحو درامي المسيرة التدريبية لروسينيور قبل أن يبلغ الـ 42 من عمره.
كانت مسيرةً قصيرةً دامت 11 عامًا، بدأت بالجمع، لنحو عامين، بين مهمتَي اللاعب والمدرب، بشعار فريق جلوسيستر الإنجليزي، واقتصرت على الفرق المغمورة.
أما الابن ليام البالغ من العمر 40 عامًا، والذي بدأ التدريب في 2022، فيبدو أوفر حظًا، فقد جدّد هال سيتي الثقة فيه، بعد عامٍ من تعيينه، ومنحه قبل أسابيع عقدًا جديدًا لثلاثة أعوام، بالتزامن مع قيادته فريق "النمور" إلى منطقة "التوب 6" وإيقاظه آمال عودتهم إلى "البريميرليج" للمرة الأولى منذ هبوطهم الأخير منه صيف 2017.