حمد آل رشيد.. سبعيني أحفاده 30.. والد الضباط ورجل الانتصارات
بلحيةٍ بيضاءَ كثيفةٍ، ووجهٍ مليءٍ بـ «تراسيم الوقار»، وعينين تنضحان بالخبرة والفطنة والذكاء، اجتذب حمد آل رشيد الأنظار إليه في سباق السعودية.. كان متابعو السباق العالمي الكبير يترقَّبون فائزًا، سترتمي في حسابه ملايين الدولارات هذه الليلة، لولا أن هناك مدربًا سعوديًّا، عاش حياته بين «حكاوي» الخيل المعقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، كما يقول رسولنا الكريم، آخذًا نصيبه كاملًا في اليوم المشهود.. كان السبت الـ 24 من فبراير موعدًا لا تخطئه الأبصار ولا الأنظار، ليتعرَّف السعوديون على ذلك الرجل الذي زهد بالظهور، وأدمن الحضور بين أعرق إسطبلات الخيل السعودية.. لم يعرف حمد بن هادي آل رشيد اليامي سوى الخيل في حياته.. كان همُّه الأول والأخير، هو ما يعرف عند أهل الخيل الأصيلة بالإنتاج المحلي.. درَّب في إسطبل أبناء الملك عبد الله، وأيضًا إسطبل الأمير فيصل بن خالد، وإسطبل الأمير محمد بن سلطان.. ويعرفه المجتمع الفروسي عز المعرفة، إذ حقق كافة البطولات، وارتقى بجميع الإنجازات.. وحينما تلقَّى شرف الحريري البارحة التبريكات على إنجازه التاريخي.. لم يتناسَ آل رشيد، وقدَّم له الشكر.
يُمضي الرجل السبعيني ساعاتٍ طويلةً داخل إسطبله، الذي أطلق عليه اسم «المرزوق» تيمنًا بعائلته الكبيرة.. يعشق كرة القدم كما يقول ابنه هادي.. وله من الأولاد عشرةً، أغلبهم واصلوا مسيرة الحياة، ملتحقين ضباطًا بالسلك العسكري حيث مدرسة الرجال الأشداء.. إلى جانب أربع بنات.. وأحفاده الـ 30.
لا يتجاوز أهل الخيل حينما يتحدثون عن انتصاره بكأس الملك عبد العزيز قبل أعوامٍ قليلةٍ مع المالك محمد القحطاني.. خمسون عامًا قضاها حمد آل رشيد في عالم الخيل.
آل رشيد عاش واحدةً من ليالي العمر التي لن تغيب عن ذاكرته أبدًا حينما تلقَّى التهنئة من ولي العهد وقائد التغيير.. وجه آل رشيد تغيَّر بعد البارحة.. صار يعرفه كل السعوديين.. حينما مضى حمد آل رشيد إلى فراشه، رفع يديه ابتهالًا للمولى على نعمه الكثيرة.. شكر الله على تشرفه بالسلام على ولي العهد.. وعلى تعاطف ومحبة السعوديين.. وقيادته حصان شرف الحريري إلى مجدٍ لا يتكرَّر.. كانت ليلةً لا تتكرَّر.