|


تركي السهلي
طاقة القادسية
2024-03-04
في رحلة العلاج لا سبيل عن المُقاتلة. البقاء يحتاج إلى روحٍ لا تعرف الاستسلام. حينما بدأت رحلة محمد آل مخلص مع ابنه «فهد» لتخليصه من المرض في رئتيه في الولايات المتحدة الأمريكية كانت رياضة "الجوجيتسو» القائمة على مبدأ استخدام طاقة المهاجم ضده بدلًا من معارضته، طريقًا للشفاء والحياة. والأمر في «فن الليونة» كان أكثر الأساليب فاعلية للنصر عبر لي المفاصل والرمي. ونادي القادسية الواقع في مدينة الخبر شرقي البلاد، استقطب آل مخلص وانتهج طريقة «الطاقة» للتحول، واستهدف المفاصل لتحقيق النتائج. ومع بداية موسم 2023-2024 وانتقال ملكية القادسية من وزارة الرياضة إلى عملاق النفط العالمي «أرامكو»، كُتبت القصة الأعظم لنادٍ يقبع في الدرجة الأولى. فقد كان عدد الرياضيين في رياضات الذكور والنساء 450 قبل الاستحواذ و862 بعده. وبلغ العدد في رياضات النساء 11 لعبة بعد أن كانت ثلاثًا فقط، مع إنشاء وبناء فريق كرة قدم للسيدات في غضون أربعة أشهر وتحقيقه حتى الآن وصافة الدوري، ويتصدر الفريق الأول لكرة القدم للرجال دوري يلو من الجولة الـ 13 بفارق نقطي كبير.
وحقق النادي الشرقاوي قفزة إعلامية بأرقام تقنية، وبلغ عدد الوصول لكافة المنصات 40 مليونًا، وأصبح عدد الجماهير بعد الاستحواذ عشرة آلاف مشجع. إنها رحلة تستحق أن تؤرخ، بين حال إلى حال، ونموذج ممتاز لحالة التخصيص ونقل الملكية من العامة إلى الخاصة.
لقد أعطت الأيام الفرصة لنادي القادسية، لكنه تمسك بالزمن، وأطلق طاقته الهائلة في أرجاء «الراكة» ووزع الكتاب الحامل مجدًا جديدًا إلى الأرجاء ليعلم الجميع كيف تبني الإدارة أرقام الرياضة. إن النجاح الأول المُتحقق في المؤسس عام 1969م، سيتبعه نجاح، وإن الفكرة الجديدة القائمة على القتال دون سلاح، سترفع راية الفوز، مع المرونة في الانطلاق من المفاصل، وسيكون نادي القادسية مثل محمد آل مخلص، يُقاتل من أجل هدف، ويعيش من أجل رحلة لا تتوقف عند بئر بترول، ولا تذهب بعيدًا عن دقّة «أرمكو». إنها النظرة وسط الحياة للمنافسة، والاستعداد للقتال بعقلٍ ذكي.