|


المباراة المصرية «الأفضل».. بدأت بخيبة أمل وانتهت بالجنون

مشجعون لفريق الأهلي بين الصراخ والدهشة، في مدرجات نهائي كأس مصر 2007، بعد إحراز فريقهم الهدف الرابع أمام الزمالك (تليفزيونية)
الرياض ـ الرياضية 2024.03.07 | 02:00 am

بيقين متابعٍ لأدق تفاصيل كرة القدم في بلاده على مدى عقودٍ من الزمن، خرج حسن المستكاوي، الناقد الرياضي البارز، بعد نهائي كأس مصر 2007، بين فريقي الأهلي والزمالك، ليعلن أن ما شاهده للتو أكثر من 70 ألف متفرج في ملعب القاهرة الدولي وعشرات الملايين من خلف شاشات التلفاز هو أفضل لقاء كرة قدم مصري لُعِب على مدى 100 عام.
وقبل أيام قلائل من استضافة الرياض أول نهائيّ للبطولة خارج مصر، كرّر المستكاوي، الذي تخطى السبعينَ من عمره، رأيَه، وذكَّر، عبر مقالةٍ في صحيفة «الشروق» القاهرية، بتلك الملحمة الكروية، التي حسمها الطرف الأحمر بنتيجة 4ـ3 بعد شوطين أصليين وآخرين إضافيين، مُلاحِظًا أنها عكست «جوهر اللعبة» المتمثّل في «الصراع والندية».
في ذلك اليوم، 2 يوليو 2007، توافد عشرات الآلاف على مدرجات الملعب، الواقع في حي مدينة نصر، لمعرفة هوية بطل المسابقة العريقة، التي انطلقت عام 1921، هل هو الأهلي، المدجج بالنجوم، مع مدربه الداهية البرتغالي مانويل جوزيه، والساعي للاحتفاظ باللقب، الذي حصده أمام الخصم ذاته عام 2006، أم «مدرسة الفن والهندسة» بقيادةٍ ميدانيةٍ من «الساحر» حازم إمام وفنيةٍ للفرنسي المخضرم هنري ميشيل.
وعلى عكس رغبات الجمهورَين، خرج الشوط الأول خاليًا من الأهداف مخيّبًا للآمال، لكن مع انطلاق الثاني تفجّرت براكين المتعة الكروية، وتوجّهت كاميرات التليفزيون المصري من المستطيل الأخضر إلى المدرجات لتُظهِر مشجعين للجانبين وقد أمسكوا برؤوسهم وغطّى الذهولُ ملامحهم، تفاعلًا مع تقلّبات الديربي القاهري. هدفٌ هنا وآخرُ هناك، الزمالك يتقدّم والأهلي يُعدِّل، سيناريو وقَع ثلاث مرات، حتى وجّه رجال جوزيه ضربتهم القاضية، خلال الشوط الإضافي الثاني، وصعدوا إلى المنصة ورفعوا اللقب.
وخلف مذياع التعليق، عبّر مدحت شلبي أيضًا عن ذهوله، وتساءل «هل يُعقَل ما نراه؟»، مشيرًا إلى حالة من «الجنون» أصابت الكلّ، المدربان واللاعبون والمشجعون.
وخرجت من فمِه عباراتٌ لا يزال جمهور الفريقين يتذكرها، انهالت بالمديح على نجوم «القمة»، خاصةً أسامة حسني وعماد متعب من الأهلي ومحمود شيكابالا وعمرو زكي من الزمالك الذي فرّط ثلاث مراتٍ في تقدمه وعجز عن منع هدفٍ رابعٍ أحمر، في الدقيقة 108، أجهز عليه، بعد دقيقتين فقط من هدف التعادل الثالث.
وحتى اليوم، لا تزال الصحف المصرية تتغنّى، من حينٍ إلى آخر، بوقائع ذلك النهائي، الذي قال المستكاوي إن سِرّه الأكبر ليس جمال الأهداف السبعة والمهارات الرفيعة لأصحابِها وإنما تجسيد معاني النضال والكفاح والندية في كرة القدم.