|


عبد العزيز المريسل
درس عاشق للتاريخ
2024-03-10
سيُسجِّل التاريخ هذا اليوم بمدادٍ من ذهبٍ، ليس لتحقيق فريقٍ ما بطولةً، ولا لمنجزٍ كروي، سيدوَّن في سجلات بطلٍ، بل لوقفةٍ تاريخيةٍ قليلًا ما تحدث في عالم المستديرة.
اليوم، والنصر يلعب مباراةً مفصليةً في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا أمام العين الإماراتي، أطلق مدرجه «العاشق» حملةً شعبيةً لمساندة فريقه، الذي يمرُّ بمرحلة تذبذبٍ في المستوى بعد فترة التوقف! مرحلة جعلته يتحوَّل من فريقٍ لا يقهر إلى فريقٍ يعاني من إصاباتٍ عضليةٍ كثيرةٍ.
وعلى الرغم من أن الفريق يملك فنيًّا عناصرَ لا تقارن بأخرى، إلا أن تذبذب المستوى، أجبر عشاق الأصفر على إطلاق حملة دعمٍ تاريخية، ليكونوا سندًا له، وعكازةً في هذه المرحلة المهمة من البطولة، التي تعدُّ حقًّا أصيلًا للفرق السعودية في الدرجة الأولى، والنصر في الدرجة الثانية، بسبب علو كعب الكرة السعودية آسيويًّا، لذا من المفترض أن تكون هذه البطولة حكرًا على الفرق السعودية عشر سنواتٍ مقبلة نظير الفوارق الفنية مع منافساتها.
عشاق النصر، يصرُّون على هزيمة فريق العين حتى قبل بداية المباراة من خلال ملء مدرَّجات الأول بارك قبل انطلاق حركات الإحماء. يصرُّون على أن يكونوا أشعة الشمس التي لا تظهر ليلًا إلا في الأول بارك حينما يرتدون جميعًا «التيشيرت» الأصفر الخاص بالفريق. يصرُّون على أن يُسجِّلوا في تاريخ هذا الملعب، أنهم هزموا الخصم قبل انطلاق المباراة، لذا جاء كثيرٌ من هؤلاء من خارج مدينة الرياض مع أن اليوم، هو أول أيام شهر رمضان المبارك، وكان المفترض أن يقضوه مع أهلهم، لكنهم فضَّلوا مساندة النصر بعد تعثره الفني الأخير.
هكذا هم عشاق النصر، لا يظهرون إلا في وقت الشدَّة، وفي كل ظهورٍ لهم، يضعون بصمتهم في سجلات التاريخ، كما حدث في مباراة «رأس برونو الشهيرة».
اليوم موعدنا مع ما سيقدمه عشاق النصر في المدرَّج من دعمٍ وتحفيزٍ وتشجيعٍ جميلٍ، يتحوَّل إلى حالة رعبٍ ضد الفريق المقابل. هذا الموعد لا يستطيع أي عاشقٍ إتمامه إلا عشاق النصر فقط.