|


تركي السهلي
خطوة رابحة
2024-04-29
الخروج المُتكرِّر للمنتخبات السعودية لكرة القدم، يحتاج إلى وقفةٍ للمراجعة، وإعادة التقييم، ومع كُلِّ التجارب، وضخامة المشروع الرياضي، والميزانية الهائلة لاتحاد اللعبة، وطواقم العمل المُتاحة من الداخل والخارج، فقد تتابع الفشل، وحانت اللحظة للتبديل، وإطلاق موجة تغييرٍ.
والتغيير ليس بالسيئ دائمًا، فهو يُعطي مساحةً كبيرةً لمُراجعة الخطط، والوقوف على جوانب فشلها، وبناء مؤشرات نجاحٍ.
والخطأ الكبير الذي وقع فيه رئيس مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم، هو اعتماده على مجموعة عملٍ «موثوقةٍ» لا مجموعة «كفاءاتٍ»، وليخرج هو من هذا، ونخرج نحن معه، فلابد من إحلالٍ وتبديلٍ، أو حتى إبعاد الرئيس نفسه لو تطلَّب الأمر.
إنَّ الفشل الكروي السعودي مؤلمٌ بالنسبة لنا في ظل ما نُحقِّقه من نموٍّ مُتسارعٍ على أكثر من صعيدٍ. ومع إقرار استراتيجياتٍ كبيرةٍ، ظهرت نتائجها على الأرض، غابت، وبكل أسفٍ، أهدافٌ واضحةٌ، وحدث السقوط دون أن يكون هُناك مبرِّرٌ فعلي.
واليوم، لا أحد يرضى عن التراجع، ولا أحد في مقدوره السكوت أكثر، ليس رغبةً في المواجهة والكشف، إنَّما لسدِّ الخلل، والمشاركة في صنع مرحلةٍ مختلفةٍ.
لقد وضع اتحاد الكرة نفسه في مأزقٍ، وحاول ملاحقة الأهداف الموضوعة دون هُدى، على الرغم من المدى الزمني المُريح. وبالنظر لهدف رفع تصنيف المنتخب الأوَّل، فقد أخفق مجلس الإدارة في تحقيق ما يريد، وتراجع المنتخب السعودي في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، الصادر سبتمبر 2023، حيث حلَّ في المرتبة الـ 57 عالميًّا، وقد كان ترتيبه في 2022 الـ 49 قبل أن يتراجع إلى الـ 53 ثم الـ 54. والخسائر تتالت بين كأس آسيا للكبار، وتحت 23 سنةً، ولا يوجد في السجلِّ ما يُشير إلى فوزٍ، وليس هناك أفقٌ بالوصول إلى نقاطٍ أبعد في المُنجز.
إن تكرار الفشل، يتطلَّب عدم تكرار الأشخاص، وإلا سنبقى في الإطار ذاته، ودون أن نُحقق المُبتغى، وسندور مع الأفراد أنفسهم في دائرة الضياع. لقد ارتفع الطموح السعودي، وكبُرت المستهدفات، كما أن سرعة الأمتار الأخيرة ليست كما أولاها، والخطوة التي لا تؤدي إلى مسافة استقامةٍ لن تربح.