تبيَّن أن ثمَّة فرقًا عميقًا بين النساء والرجال فيما يتعلَّق بالأسباب الرئيسة للأمراض، والوفيات المبكِّرة المشتركة بين الجنسين، حسبما جاء في دراسةٍ جديدةٍ، نُشرت، الخميس، في مجلة «ذي لانسيت بابليك هيلث».
وقالت لويزا سوريو فلور، المُعِدَّة الرئيسة للدراسة من جامعة واشنطن: «التحدي من الآن فصاعدًا، بات تحديد، وتنفيذ طرقٍ للوقاية والعلاج من الأسباب الرئيسة للإصابة بالأمراض، والوفيات المبكِّرة. نأخذ في الاعتبار الجنس، والنوع الاجتماعي منذ سنٍّ مبكِّرةٍ، وضمن مجموعاتٍ سكانيةٍ متنوعةٍ».
وأقرَّ معدُّو الدراسة بأن ثغراتٍ عدة تعتريها، من أبرزها كمية بعض البيانات، ونوعيتها، وأخطاءٌ منهجيةٌ تشوب بعضها.
ومع أن الهدف كان تسهيل المقارنة، لكنَّ الباحثين في الدراسة، استبعدوا الأمراض الخاصة المحصورة في كلٍّ من السيدات والرجال، مثل الأمراض النسائية، وسرطان البروستات.
وقارن الباحثون أعوام الحياة الصحية المفقودة بسبب الأسباب الرئيسة الـ 20 للمرض، أو الوفاة المبكِّرة بين الذكور والإناث الذين تزيد أعمارهم عن عشرة أعوامٍ على مستوى العالم، وفي سبع مناطق منه بين العامين 1990 و2021.
وأظهرت الدراسة، التي تستند إلى البيانات الواردة في تقرير «العبء العالمي للأمراض» عام 2021، أن خسارة أعوام الصحة الجيدة تبدو على مستوى العالم كله أكبر لدى الرجال بسبب الوفيات المبكِّرة، موضحةً أن النساء يعانين أكثر من الأمراض خلال حياتهن على الرغم من كونهن يملن إلى العيش فترةً أطول.
ومن الأسباب التي أخذتها الدراسة في الاعتبار فيروس كورونا، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلك الرئوية، والسكري، وأمراض الكبد المزمنة، إضافةً إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية، والحوادث المرورية، وحتى الاكتئاب، والقلق، والزهايمر.
وكان الرجال على مستوى العالم أكثر تأثرًا عام 2021 بالمشكلات التي تؤدي إلى الوفاة المبكِّرة، مثل «كوفيد»، والحوادث المرورية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي والكبد، في حين تبيَّن أن الاضطرابات العضلية الهيكلية، والنفسية، والتنكس العصبي، طغت بين النساء.
وتعاني النساء طوال حياتهن من مستوياتٍ أعلى من المرض والإعاقة مقارنةً بالرجال بسبب عيشهن فترةً أطول.
وبقي التباين بين الجنسين في تأثير هذه الأمراض الـ 20 مستقرًّا عالميًّا خلال الأعوام الـ 30 الأخيرة، لكنه زاد في بعض الأحيان، كما هي الحال بالنسبة إلى مرض السكري الذي يصيب الرجال أكثر من ذي قبل.
وخلال الفترة ذاتها، زادت التغيُّرات الناجمة عن الاضطرابات الاكتئابية، والقلق، وبعض الاضطرابات العضلية الهيكلية التي تؤثر في النساء بشكلٍ ملحوظٍ عالميًّا.
كذلك بيَّنت الدراسة، أن الاختلافات الصحية بين النساء والرجال، تظهر منذ سن المراهقة.