|


غيّر كلّ شيء بعد بنزيما.. ماذا تعرف عن مرجع التكتيك العالمي؟

مدريد ـ الفرنسية 2024.05.05 | 12:56 pm

بهدوئه الدائم وثقته الكبيرة بمعرفته التكتيكية، قطع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرّب فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم، خطوة إضافية بتاريخ اللعبة العالمية، في فوزه بلقب الدوري الإسباني للمرة الثانية مع الـ «ميرينجي»، السبت، وهو لقبه الـ 28 مدربًا.
الفوز مدموغ بحمضه النووي بكل بساطة، حيث قاد الإيطالي «64 عامًا»، بشعره الأبيض الأنيق وبدلته السوداء، النادي الملكي للفوز بلقب الدوري للمرة الـ 36 في تاريخه، وهو اللقب، الذي ترجم أكثر من أي وقت مضى أسلوب لعبه البراغماتي والفعال للغاية.
وللدلالة على مكانته، يعده الكثيرون بمثابة مرجع عالمي، ويلقى إجماعًا على كونه أحد أعظم التكتيكيين على الإطلاق، والمدرب الأكثر نجاحًا في تاريخ دوري أبطال أوروبا «أربعة ألقاب»، وهو الآن على بعد خطوتين من إضافة نجمة أوروبية خامسة إلى حصيلته التاريخية.
أنشيلوتي، الذي يُعدّ المدرب الوحيد، الذي توج بألقاب البطولات الأوروبية الخمس الكبرى «إسبانيا، وإنجلترا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا»، فاز للمرة الثانية بجميع البطولات، التي يمكن للعملاق المدريدي أن يتوج بها «الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأس إسبانيا، وكأس السوبر الإسبانية، وكأس السوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية».
وهذا اللقب هو الـ 12 مع النادي الثاني في مسيرته «خلف ميلان الإيطالي» الذي سمح له بتجاوز الفرنسي زين الدين زيدان «11»، والاقتراب من الأسطورة ميجيل مونيوز «14»، وينطوي على نكهة خاصة بعدما كان من المقرر أن تنتهي حقبته الثانية في العاصمة الإسبانية في يونيو.
وبعدما كان مرشحًا لقيادة دفّة المنتخب البرازيلي، بطل العالم خمس مرات، أُعلن أخيرًا عن تمديد عقد المدرب النابغة في ريال مدريد حتى 2026، أواخر ديسمبر الماضي، بعد بداية أكثر من مثالية للموسم الحالي، ما طمأن إدارة الملكي إلى قدرة الإيطالي على إتمام عملية الفترة الانتقالية، بعد حقبة مزدهرة في تاريخه.
وبعد رحيل المهاجم الفرنسي كريم بنزيما إلى فريق الاتحاد السعودي، غيّر أنشيلوتي كلَّ شيء، وعدّل مخططه التكتيكي لتهيئة الأرضية أمام الإنجليزي جود بيلينجهام، نجمه الوافد الجديد، ليثبت أنه يعرف كيفية إعادة تأسيس فريق ناجح.
أما النتيجة، فكانت 32 انتصارًا، وهزيمتان فقط، في 48 مباراة بجميع المسابقات، وقدرة مبهرة على التعامل مع كافة التحديات.
بفضل قيادته الرائعة، سيتمكن ابن ريجولو «شمال إيطاليا»، العام الجاري، من تكرار صورته الشهيرة بارتداء النظارات الشمسية، والسيجار في فمه، وسط لاعبيه، التي انتشرت عام 2022، بعد فوزه بأول لقب له في «لا ليجا».
بدأ مسار الانتصارات في الثمانينيات بداية من روما، ثم في ميلان، ناديه المفضّل، حيث أمضى 13 عامًا، في البداية لاعبًا بين عامي 1987 و1992، ثم مدرّبًا بين عامي 2001 و2009.
في الميدان، فاز لاعب الوسط الدفاعي السابق بلقبين كبيرين «1989 و1990»، تحت إشراف الأسطورة أريجو ساكي، مصدر إلهامه الأكبر على المستوى التكتيكي.
وإلى جانب ساكي، بدأ أنشيلوتي مسيرته التدريبية على مقاعد بدلاء المنتخب الإيطالي، وصيف بطل العالم 1994، مساعد مدرب.
ومدرّبًا، قاد روسّونيري للفوز بكأس إيطاليا عام 2003، ولقب الدوري عام 2004، ودوري أبطال أوروبا في 2003 و2007، مع الإشارة إلى خسارته في النهائي القاري أمام ليفربول عام 2005 بطريقة دراماتيكية.
لا يزال أنشيلوتي، الذي يشغل معه نجله دافيدي مهمات مساعد المدرب في ريال، عاشقًا كبيرًا لفن الطهي الجيد على غرار الكثير من الإيطاليين، بعيدًا عن فكرة الاعتزال، حتى لو كان الأمر يراوده في بعض الأحيان.