|


عمار بوقس
الدوري الاستثنائي
2024-05-12
إنها المرة الأولى التي يحسم فيها لقب الدوري بعيدًا عن التفوق الفني، إنها المرة الأولى التي يحسم فيها لقب الدوري بعيدًا عن التميز الإداري، إنها المرة الأولى التي يحسم فيها لقب الدوري بمعيار جديد لم يسبق أن حسم به وأتحدث هنا عن معيار القيمة السوقية التي أثبتت أنها قادرة على صنع الفوارق وحسم البطولات وأرسلت للجميع رسالة واضحة مفادها الغالي ثمنه فيه.
ظهر جليًا من خلال الأرقام والإحصاءات أن الهلال هو أحد أكثر ثلاثة أندية إنفاقًا في العالم هذا الموسم لذلك شاهدنا سلسلة انتصارات عالمية دخلت موسوعة جينيس بـ 34 انتصارًا، لذلك شاهدنا أطول سلسلة انتصارات محلية وصلت إلى 24 انتصارًا قابلة للزيادة، لذلك شاهدنا أقوى ماكينة هجومية بلغ إنتاجها 95 هدفًا قابلة للزيادة، لذلك شاهدنا أقوى قلعة دفاعية حيث إنها لم تستقبل سوى 20 هدفًا حتى وإن كانت قابلة للزيادة لذلك شاهدنا الهلال يحسم لقب الدوري قبل نهايته بثلاث جولات للمرة الثانية في تاريخه.
عقود مكسورة ورواتب خيالية ونجوم في مقتبل العمر ما زالوا متعطشين للبطولات، إضافة إلى أقوى دكة بدلاء تحتوى على أفضل العناصر المحلية وأغلاها من ناحية القيمة السوقية كل ذلك أدى إلى أن يتربع الهلال على عرش الصدارة بفارق نقطي شاسع عن منافسيه، كل ذلك يؤكد لنا أن المال يصنع المحال.
نعم قد تخذلك القيمة السوقية في مباراة أو اثنتين وتسقط، أما الروح المعنوية العالية لكنها بالتأكيد لا يمكنها أن تخذلك إذا كنت تبحث عن البطولات ولعل جدول ترتيب الدوري خير شاهد على ما أقول فهو يعكس تمامًا القيمة السوقية لكل فريق مقارنة بترتيبه إذا ما استثنينا التعاون الذي عودنا دائمًا على كسر القواعد.
بطل الدوري في الموسم الماضي دليل جديد على ما أقول فها هو اليوم يخرج تمامًا من المنافسة على كافة البطولات ويسقط أمام الكبير والصغير والسبب في سقوطه هذا الموسم أنه الأقل قيمة سوقية بين أقرانه، لذلك لا أعتقد وجود أدنى شك في أن القيمة السوقية هي من حسمت هذا الدوري الاستثنائي.