|


الممر الشرفي.. تقليد جدلي عمره 70 عاما.. أطلقه يونايتد ورفضه القائد

الرياض ـ الرياضية 2024.05.14 | 01:56 pm

قبل 19 عامًا بالتمام والكمال، وقف جاري نيفيل، قائد فريق مانشستر يونايتد الأول لكرة القدم، عابسًا عند نهاية إحدى ضفتي ممرٍّ شرفي، قرَّر النادي العريق تنظيمه لفريق تشيلسي، قبل قمةٍ كرويةٍ بينهما في مدينة مانشستر، بمناسبة فوز «البلوز» بالدوري الإنجليزي الممتاز، بطولة «الشياطين الحُمر» المفضَّلة.
وظهر عددٌ من لاعبي مانشستر يونايتد، بمَن فيهم القائد الإيرلندي روي كين، مبتسمين وهم يصطفون أثناء مرور عناصر تشيلسي، وعلى رأسهم النجم فرانك لامبارد، إلى داخل ملعب «أولد ترافورد»، لكنَّ نيفيل بدا واجمًا، وتحاشى النظر في عيني لامبارد، زميله في المنتخب الإنجليزي.
وبعد نحو ثمانية أعوامٍ، سُئِل جاري، الذي اعتزل اللعب في 2011، عن الممر الشرفي، التقليد المثير للجدل في كرة القدم، فوصفه قائلًا «الأمر يشبه أن تتركك زوجتُك، ثم يُطلَب منك السماح بتعليق ملابس رجُلِها الجديد في خزانة ملابسك القديمة».
عقب أيامٍ قليلةٍ من إطلاق نيفيل، قائد اليونايتد بعد كين، تشبيهه اللاذع، نظَّم فريق أرسنال، على ملعبه، ممرًّا شرفيًّا للاعبي مانشستر يونايتد، تكريمًا لهم إثر فوزهم بالدوري. وتألّم مشجعو أرسنال وهم يرَون النجم الهولندي روبن فان بيرسي، الهداف السابق لفريقهم، يسير وسط المكرَّمين مرتديًا قميص اليونايتد بعد أقل من عامٍ على قراره مغادرة لندن والانضمام إلى «الشياطين الحمر» من أجل حصد البطولات.
والممرُّ الشرفي، من وجهة نظر مؤيديه، تعبيرٌ طوعي عن الاحترام، وإقرارٌ بتميُّز البطل وحقِّه في التكريم، ويقول عنه المدرب الإسباني كيكي سانشيز فلوريس «هو بمنزلة فرصةٍ جيدةٍ لإثبات أن الرياضة لا تزال مكانًا للتحابي، وليس للتصادم».
لكنْ عندما اصطفَّ لاعبو أرسنال تكريمًا لمانشستر يونايتد، قال الألماني ديتمار هامان، لاعب ليفربول السابق «إنه خنوعٌ.. وأمرٌ مثيرٌ للسخرية.. ومصدرٌ للشعور بالإهانة».
يومَها، زاد فان بيرسي من الغيظ الجماهيري ضده بإحرازه هدفًا جلب له صافرات الاستهجان، فيما أظهر الفرنسي باكاري سانيا، لاعب «المدفعجية»، تسامحًا مع زميله السابق، مُصرِّحًا بعد المباراة «ربما كان تكريمه مع فريقه مميَّزًا بالنسبة له، لأنه عندما غادر، تعرَّض لانتقاداتٍ من قِبَل عديدٍ من الأشخاص».
ويُنسَِب إلى نادي مانشستر يونايتد استحداثُ تقليد الممرِّ الشرفي في كرة القدم قبل نحو 70 عامًا عندما نظَّمه تكريمًا لتشيلسي على فوزه بنسخة 1954ـ1955 من الدوري الإنجليزي.
ولا يوجد في لوائح مسابقات كرة القدم الإنجليزية، أو غيرها ما يفرِض الممرَّ الشرفي، الذي كان خلال موسم 2017ـ2018 أحد عناوين الصراع التقليدي بين قطبَي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة.
وسبق لكليهما تنظيمُ ممرٍّ شرفي احترامًا لإنجازات الآخر، لكنَّ برشلونة خالف العُرفَ، ورفض تكريم لاعبي ريال مدريد بعد عودتهم من الإمارات بلقب كأس العالم للأندية. وعقب أشهرٍ، انتقم «الملكي الأبيض» لنفسه، ورفض تكريم لاعبي برشلونة بعد فوزهم بالدوري.
وصرَّح الإسباني إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة حينها «لا أريد أن يتمَّ ذلك من أجلنا.. لقد فقدَ هذا التقليد الآن جوهره الذي كان عليه قبل بضعة أعوامٍ».
وفي السعودية، يواجه الهلال، بطل النسخة الجارية من دوري روشن، جاره النصر، غريمه التقليدي، الجمعة المقبل، في أول ظهورٍ لـ «الأزرق» بعدما ضَمِن اللقب. وليس معروفًا، حتى الآن إذا ما كان النصر، وصيف الترتيب، سيكرِّم البطل بممرٍّ شرفي.
وعندما ضَمِن الفريقُ ذاته لقبَ دوري 2019ـ2020، نظَّم له الشباب، في الجولة التالية، ممرًّا شرفيًّا قبل مواجهةٍ بين الطرفين العاصميين.
وردًّا على مَن انتقدوا الفكرة، صرَّح خالد البلطان، رئيس نادي الشباب آنذاك «نريد أن نُضرب مثلًا، وأن يتكرَّر الأمر في السعودية، وهذه رسالةٌ واضحةٌ لكل المتعصِّبين».
ووسط الموسم ذاته، منح الجبلين، من الدرجة الأولى، فريقَ الهلال تكريمًا مماثلًا، قبل لقاءٍ بينهما ضمن كأس خادم الحرمين الشريفين، أعقب تتويج «الأزرق» بدوري أبطال آسيا 2019.