بعد أكثر من 30 عامًا في مجال الإعلام الرياضي المحترف أصبحت أتساءل بجدية، هل اخترت المجال الخطأ؟
عندما أرى إعلاميين تجاوزت خبراتهم خبرتي بأكثر من عقدين، يكتبون ما لا يكتبه المراهقون ثم يتصدرون المشهد كمنظرين يكيلون الاتهامات دون قيد أو ذرة إحساس على من يخالفهم اللون، أشعر بأن الأمور غير منطقية، وأن هناك شيئًا غير جيد يحدث، وأشخاص لا علاقة لهم بالإعلام يتصدرون المشهد كمؤثرين، هنا أيقنت أننا نسير في طريق بعيد عن الصواب، طريق لن يقود الشارع الرياضي إلا للخراب.
تدليس، تلفيق، همز ولمز، وكذب بواح صفيق، يستطيع أصغر مشجع أن يكشفه بسهولة، وشعارهم «نحن نكذب وأنتم تعلمون أننا نكذب ونحن نعلم أنكم تعلمون أننا نكذب»، والقافلة تسير.
قبل أسبوعين ظهر إعلامي يعتقد أنه كبير، يفتي كذبًا وبكل صفاقة أن مباريات السوبر نُقلت للإمارات لكي تكون معسكرًا للهلال لمواجهة العين، وهو يعلم والكل يعلم أن السوبر تم إقراره في التاسع من مارس، فيما خسر النصر من العين بعدها بيومين، أي أنه لم يتقرر أن يلعب الهلال مع العين في الإمارات في ذلك الوقت، ومع ذلك يتم تداول مقطع الفيديو، والترويج له وكأنه كشف الحقيقة الغائبة.
هذا غيض من فيض، أمثاله هم من يتصدر المشهد، بل إن من صدر منه ذلك يعتبر من العقلاء، بمبدأ «قال من العاقل فيكم قالوا هذا المربوط»، الكل يبحث عن الإثارة وعن أرباح تويتر، حتى لو كان الثمن أن يشتم من المتابعين، المهم عداد المشاهدات يرتفع.
في تصوري أن التعاطي الإعلامي مع الأحداث الرياضية هو السبب في كل ما يحدث من انفلات في الشارع الرياضي، وأكبر مهدد للمشروع الرياضي الطموح، وسيكون سببًا للمزيد من المشاكل في المستقبل طالما إعلامي البراشوت والمنتمين للأندية لا المهنة هم من يتصدر المشهد، في وقت يتم تغييب الإعلاميين الحقيقيين عن الصورة، لأن مقاطعهم لا تحقق الانتشار الذي يحققه المؤججون، وأن العقل لا يفيد المشاهدات.
للأسف تجاوزنا مرحلة التأجيج، وصلنا لمرحلة تثير الاشمئزاز، مرحلة بات الإعلامي الحقيقي يخجل فيها من مهنته، ويتمنى العودة للوراء لاختيار واحدة لا يتم السماح لكل من هب ودب باقتحامها وتشويهها، وسط غياب تام لاتحاد الإعلام الرياضي، وهيئة الصحافيين، التي تكتفي بالأمور الشكلية لا أكثر، وعقوباتها إن حدثت لا تغير من المشهد كثيرًا.
عندما بدأت العمل في صحيفة عكاظ، كان هناك إعلاميون يميلون للهلال وآخرون للنصر والأهلي وغيرهم، ولكن لم يكن أحد منهم يجرؤ على الخروج إعلاميًا ويكشف ميوله ويتحدث نيابة عن النادي، كان قرار الفصل سيكون جاهزًا، كانوا يعرفون أن إعلان الصحافي عن ميوله حتى وهو معروف ضمنيًا، يشكك في مصداقيته أمام الآخرين، وأن الإعلامي لا يساوي شيئًا دون هذه المصداقية، اليوم، يتصدر المشهد من اعتراف غير مرة بأنه كذب ودلس، وآخرون يعلنون انتماءهم بكل صفاقة، أنهم ينتمون للأندية وليس المهنة، ويحضرون للأستوديو مدافعين عن ناديهم، حتى على الخطأ، ويبحثون عن اللقطة والفيديو الذي ينتشر أكثر.
كشفت الحركة التي قام بها البرازيلي مالكوم لاعب الهلال الكثير من الأقنعة المزيفة، من رفع لواء الفضلية وتباكى على الأخلاق، هم ذاتهم كانوا يدافعون قبل أقل من شهرين، عن حركة مماثلة قام بها البرتغالي رونالدو لاعب النصر، بعضهم دافع عن المغربي عبد الرزاق حمد الله غير مرة، اليوم من كان يهاجم رونالدو وحمد الله، يدافع عن مالكوم، تغيرت القناعات بين الطرفين بتغيير الألوان، والخسارة الأكبر هي الفضيلة، التي أصابها الضيق مما تشاهد، ولكن مهلًا أيتها الفضيلة، مازلنا في البداية، إن استمرت الأمور على ما هي عليه، القادم أدهى وأمر، هذه واحدة، والكثير قادم.
عندما أرى إعلاميين تجاوزت خبراتهم خبرتي بأكثر من عقدين، يكتبون ما لا يكتبه المراهقون ثم يتصدرون المشهد كمنظرين يكيلون الاتهامات دون قيد أو ذرة إحساس على من يخالفهم اللون، أشعر بأن الأمور غير منطقية، وأن هناك شيئًا غير جيد يحدث، وأشخاص لا علاقة لهم بالإعلام يتصدرون المشهد كمؤثرين، هنا أيقنت أننا نسير في طريق بعيد عن الصواب، طريق لن يقود الشارع الرياضي إلا للخراب.
تدليس، تلفيق، همز ولمز، وكذب بواح صفيق، يستطيع أصغر مشجع أن يكشفه بسهولة، وشعارهم «نحن نكذب وأنتم تعلمون أننا نكذب ونحن نعلم أنكم تعلمون أننا نكذب»، والقافلة تسير.
قبل أسبوعين ظهر إعلامي يعتقد أنه كبير، يفتي كذبًا وبكل صفاقة أن مباريات السوبر نُقلت للإمارات لكي تكون معسكرًا للهلال لمواجهة العين، وهو يعلم والكل يعلم أن السوبر تم إقراره في التاسع من مارس، فيما خسر النصر من العين بعدها بيومين، أي أنه لم يتقرر أن يلعب الهلال مع العين في الإمارات في ذلك الوقت، ومع ذلك يتم تداول مقطع الفيديو، والترويج له وكأنه كشف الحقيقة الغائبة.
هذا غيض من فيض، أمثاله هم من يتصدر المشهد، بل إن من صدر منه ذلك يعتبر من العقلاء، بمبدأ «قال من العاقل فيكم قالوا هذا المربوط»، الكل يبحث عن الإثارة وعن أرباح تويتر، حتى لو كان الثمن أن يشتم من المتابعين، المهم عداد المشاهدات يرتفع.
في تصوري أن التعاطي الإعلامي مع الأحداث الرياضية هو السبب في كل ما يحدث من انفلات في الشارع الرياضي، وأكبر مهدد للمشروع الرياضي الطموح، وسيكون سببًا للمزيد من المشاكل في المستقبل طالما إعلامي البراشوت والمنتمين للأندية لا المهنة هم من يتصدر المشهد، في وقت يتم تغييب الإعلاميين الحقيقيين عن الصورة، لأن مقاطعهم لا تحقق الانتشار الذي يحققه المؤججون، وأن العقل لا يفيد المشاهدات.
للأسف تجاوزنا مرحلة التأجيج، وصلنا لمرحلة تثير الاشمئزاز، مرحلة بات الإعلامي الحقيقي يخجل فيها من مهنته، ويتمنى العودة للوراء لاختيار واحدة لا يتم السماح لكل من هب ودب باقتحامها وتشويهها، وسط غياب تام لاتحاد الإعلام الرياضي، وهيئة الصحافيين، التي تكتفي بالأمور الشكلية لا أكثر، وعقوباتها إن حدثت لا تغير من المشهد كثيرًا.
عندما بدأت العمل في صحيفة عكاظ، كان هناك إعلاميون يميلون للهلال وآخرون للنصر والأهلي وغيرهم، ولكن لم يكن أحد منهم يجرؤ على الخروج إعلاميًا ويكشف ميوله ويتحدث نيابة عن النادي، كان قرار الفصل سيكون جاهزًا، كانوا يعرفون أن إعلان الصحافي عن ميوله حتى وهو معروف ضمنيًا، يشكك في مصداقيته أمام الآخرين، وأن الإعلامي لا يساوي شيئًا دون هذه المصداقية، اليوم، يتصدر المشهد من اعتراف غير مرة بأنه كذب ودلس، وآخرون يعلنون انتماءهم بكل صفاقة، أنهم ينتمون للأندية وليس المهنة، ويحضرون للأستوديو مدافعين عن ناديهم، حتى على الخطأ، ويبحثون عن اللقطة والفيديو الذي ينتشر أكثر.
كشفت الحركة التي قام بها البرازيلي مالكوم لاعب الهلال الكثير من الأقنعة المزيفة، من رفع لواء الفضلية وتباكى على الأخلاق، هم ذاتهم كانوا يدافعون قبل أقل من شهرين، عن حركة مماثلة قام بها البرتغالي رونالدو لاعب النصر، بعضهم دافع عن المغربي عبد الرزاق حمد الله غير مرة، اليوم من كان يهاجم رونالدو وحمد الله، يدافع عن مالكوم، تغيرت القناعات بين الطرفين بتغيير الألوان، والخسارة الأكبر هي الفضيلة، التي أصابها الضيق مما تشاهد، ولكن مهلًا أيتها الفضيلة، مازلنا في البداية، إن استمرت الأمور على ما هي عليه، القادم أدهى وأمر، هذه واحدة، والكثير قادم.