|


نجلاء العائدة من الموت تبحث عن الحلم في باريس

العراقية نجلاء عماد، لاعبة كرة الطاولة، تقف أمام جوائزها بمقر نادي المواهب في بعقوبة 26 فبراير 2024 (الفرنسية)
بغداد ـ الفرنسية 2024.05.16 | 02:34 pm

في بداية مشوارها برياضة كرة الطاولة، حذَّر المقرَّبون من نجلاء عماد، من أن الإعاقة سترهقها، وستحبط آمالها، لكنَّ الشابة العراقية، الناجية من تفجيرٍ، حرمها من ساقيها وذراعها، أصرَّت على ملاحقة طموحها، وباتت تأمل إحراز ميداليةٍ ذهبيةٍ بعد تأهلها إلى الألعاب البارالمبية في باريس، الصيف الجاري.
تقولُ الشابة، البالغة 19 عامًا: «وقتي كله مكرَّسٌ لكرة الطاولة، لأن هذه الرياضة غيَّرت حياتي».
وفي الثالثة من عمرها، فقدت نجلاء ساقيها وذراعها، في 19 أبريل 2008، إثر تفجير عبوةٍ ناسفةٍ، كانت تستهدف سيارة والدها العسكري المتقاعد.
وفي العاشرة، زار بيت أهلها مدربٌ، كان يريد تشكيل فريقٍ بارالمبي بعد فترة تدريبٍ، استمرَّت ستة أشهرٍ، حقَّقت خلالها أول فوزٍ في بطولةٍ محليةٍ لمحافظات العراق، جرت في بغداد.
تستذكر نجلاء ذلك الفوز، وتقولُ بفخرٍ: «كنت مفاجأة البطولة».
وفي منزل العائلة، تكدَّست جوائزُ عدة، حققتها الشابة في بطولاتٍ دوليةٍ ومحليةٍ، بينها ذهبية دورة الألعاب الآسيوية في الصين عام 2023، وسبقها المشاركة في أولمبياد طوكيو صيف 2021.
وتواصل نجلاء تمارينها أربعة أيامٍ في الأسبوع، بينها اثنان في العاصمة بغداد حيث تذهب برفقة والدها.
ومن أجل استعدادٍ أفضل للبطولات الدولية، تسافر خارج البلاد إلى دولٍ بينها قطر، التي زارتها مارس الماضي، بحثًا عن بنى تحتيةٍ رياضيةٍ أفضل، ومعسكرات تدريبٍ مفيدةٍ، استعدادًا للمشاركة في دورة الألعاب البارالمبية.
وتحصل اللاعبة على دعمٍ مالي شهري نحو 500 ألف دينار «أكثر من 300 دولار أمريكي»، تصرفه اللجنة البارالمبية، إضافةً إلى تغطية تكاليف بعض الرحلات.
ولا تزال حياة نجلاء مرتبطةً بمدينة بعقوبة، ومركزها الرياضي، حيث الغرفُ الخرسانية، وأخرى من مقطوراتٍ تقف وسط ساحةٍ ترابيةٍ، وتضع قطعة قماشٍ سوداء على ذراعها اليمنى قبل تثبيت طرفٍ اصطناعي، يساعدها للاستناد إلى عكازها، وبيدها اليسرى، ترمي الكرة في الهواء لتضرب الإرسال.
وتعود أول مشاركةٍ للجنة البارالمبية إلى عام 1992 في برشلونة الإسبانية، وحقَّق رياضيوها، خاصةً في رفع الأثقال وألعاب القوى، 16 ميداليةً ملوَّنةً، بينها ثلاث ذهبياتٍ.