أليجري.. هرب من زوجته.. دفع ثمن المشاكل.. وحطم أساطير الطليان
يعترف الإيطالي ماسيمليانو أليجري، المدرب الشهير، بأنه لو لم يكن يعمل في مجال كرة القدم، لأصبح عاملًا في الميناء، يفتعل المشكلات مع الجميع. ويبدو أن صفة افتعال المشكلات عادت إليه مجددًا، وكلفته الإقالة من تدريب فريق يوفنتوس على الرغم من تتويجه بكأس إيطاليا الأسبوع الماضي على حساب أتلانتا.
على بُعد 20 كيلومترًا من مدينة بيزا الشهيرة ببرجها المائل، وُلِدَ ماسيمليانو أليجري في 11 أغسطس 1967 في عائلةٍ من الطبقة العاملة، حيث كان والده يعمل في مجال الشحن والتفريغ بميناء المدينة، ووالدته ممرضةً.
يكشف أليجري عن أنه كان يعتقد أن مصيره محسومٌ بالعمل مع والده في الميناء حينما يكبر، لكنَّ عشقه لكرة القدم جعله يبتعد عن مساره، ويبدأ خطواته في الملاعب منتصف الثمانينيات الميلادية.
اشتهر أليجري خلال مراهقته بحادثةٍ، جعلته حديث الصحافة الشعبية في بلاده بسبب هروبه من الزواج قبل يومين من موعد الزفاف الأمر الذي حوَّله إلى وجبةٍ دسمةٍ للصحافة على الرغم من أنه لم يكن معروفًا حينها.
خلال مسيرته لاعبًا، لم يحظَ أليجري بإعجاب أحدٍ سوى معلمه وعرَّابه الأول وقدوته جيوفاني جاليوني الذي كان له الفضل الأكبر في بروزه بعد أن أمضى الجزء الأول من مسيرته في الدوريات الدنيا، بما في ذلك نادي مسقط رأسه ليفورنو. وكان انضمامه إلى بيسكارا عام 1991 النقطة المفصلية في مسيرته تحت قيادة جاليوني الذي رافقه لاحقًا في كالياري، ثم بيروجيا، ونابولي قبل أن يعود إلى بيسكارا، ويعتزل لعب كرة القدم عام 2003.
يعترف مدربه جاليوني بأن أليجري فعل أقل بكثيرٍ مما يستحقه حينما كان لاعبًا، بينما يقول ماسيمليانو عن مسيرته تلك: «لو كان لدي العقل الذي أملكه الآن، لربما كنت قد وصلت إلى المنتخب الوطني.. كنت لاعبًا متوسط المستوى ودون ندم».
ويتحدث أليجري عن علاقته مع جاليوني: «كنت محظوظًا بما يكفي لأن يكون لدي معلمٌ مثله.. ربما لم يحقق نتائج رائعة، لكنه علَّمني متعة كرة القدم». وحتى اليوم يطلب أليجري الكثير من النصائح من معلمه الذي يعدُّ بالنسبة له الأب الثاني.
وبعد عامٍ واحدٍ فقط من اعتزاله، بدأ ماسيمليانو مسيرته التدريبية في 2004، حيث عمل مدربًا لفريق أجليانيس في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي، وهو النادي الذي أمضى فيه العامين الأخيرين لاعبًا. وعقب موسمٍ مثيرٍ للإعجاب معه، تم استدعاؤه لتدريب جروسيتو، لكنَّ تجربته تلك لم تكن ناجحةً، فأقيل في النهاية بعد فترةٍ وجيزةٍ من بداية موسم 2006ـ2007.
وفي الموسم التالي وافق أليجري على الانضمام إلى معلمه جيوفاني في أودينيزي، ليصبح جزءًا من طاقمه التدريبي.
وكانت تجربته عام 2008 مع نادي ساسولو، الذي كان حينها في دوري الدرجة الثالثة الإيطالي، ناجحةً بكل المقاييس، إذ قاده إلى الصعود للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري الدرجة الثانية.
وتوالت لاحقًا نجاحات المدرب الشاب بقيادته كالياري إلى المركز التاسع، وهو أفضل مركزٍ للفريق منذ 15 عامًا، مع ضعف إمكاناته.
وشهد عام 2010 الخطوة الكبرى في مسيرة أليجري حيث طلب ميلان من كالياري التخلي عن خدمات مدربه الشاب حتى يتولى قيادته في مغامرةٍ لم تكن تحظى بإعجاب جماهير العملاق الإيطالي، الذي كان حينها يعاني الأمرَّين من سطوة جاره إنتر ميلان تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو.
وحقًّا، قاد أليجري ميلان إلى تحقيق الدوري الإيطالي في موسمه الأول، منهيًا سطوة الإنتر على اللقب التي استمرت أعوامًا عدة.
وفي يوفنتوس، الذي يرى الكثيرون أن جيوفاني تراباتوني أنجح مديرٍ فني في تاريخ النادي، حيث لم يكتفِ بقيادته للهيمنة على كرة القدم الإيطالية فحسب، بل وللوصول أيضًا إلى منصات التتويج الأوروبية، فخلال فترة ولايته الأولى مع الفريق، قاد تراباتوني «السيدة العجوز» للحصول على ستة ألقابٍ للدوري الإيطالي الممتاز، نجح أليجري خلال إشرافه على اليوفي على فتراتٍ عدة في تسجيل اسمه إلى جانب تراباتوني بوصفه أنجح الأسماء في تاريخ النادي، وعلى صعيد إيطاليا إجمالًا، بل وتجاوز مدربين كبارًا أمثال مارتشيلو ليبي، وريكو ساكي في سنٍّ صغيرةٍ.
والأسبوع الماضي، لم يرغب أليجري في إنهاء حقبته الأخيرة مع يوفنتوس دون تحقيق لقبٍ، يودِّع من خلاله عملاق تورينو في واحدةٍ من أصعب الفترات التي تولى فيها قيادته، وعانى من سطوة إنتر ميلان بقيادة منافسه الشاب الصاعد سيموني إنزاجي.