كلوب.. طفل مدلل غسل الملابس وأغرى الناس بسيارات أوبل
في عام 2005 شيد الإنجليزي ستيفن جيرارد أسطورة ليفربول ومدرب فريق الاتفاق الأول لكرة القدم الحالي قصره الباذخ الواقع في ضاحية فورمبي الفاخرة التي يطلق عليها «صف المليونيرات» في مقاطعة ميرسيسايد الإنجليزية، قبل بيعه إلى الأسكتلندي بريندان رودجرز مدرب ليفربول السابق الذي وفر على الألماني يورجن كلوب عناء البحث عن سكن جديد في المدينة الجديدة له وأعاره القصر الفاخر.
لم يتوقع الألماني أن يعيش 9 أعوام صاخبة برفقة زوجته أولا ساندروك في قصر مستأجر ويكون صاحب الشعبية الأولى في الحي الذي يقطنه أغلب أثرياء المدينة بمختلف طبقاتهم ومجالات شهرتهم ما بين السينمائيين ونجوم الغناء وغيرهم.
لم يشعر المدرب الألماني بالغربة سوى خلال فترة كورونا التي أجبرته على العيش في شقة مشتركة بعيدًا عن زوجته التي غادرت إلى ألمانيا، واضطر إلى الانتقال للعيش مع مات ماكان، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في ليفربول، واضطر الثنائي إلى تقاسم الأدوار بالتناوب وكانت مهمة كلوب هي غسيل الملابس وأطباق الطعام.
في منطقة «الغابة السوداء» الشهيرة والتي تقع في جنوب غرب ألمانيا، وسميت بالسوداء نظرًا لغاباتها المهيبة المتشحة بالسواد وخاصة في الليل بسبب كثافة أشجارها الصنوبرية المخضرة طوال السنة، والتي تشتهر بينابيعها المعدنية، ولد يورجن كلوب في 16 يونيو من العام 1967 في عائلة ريفية احتفلت بميلاد ابنها الذكر الوحيد والذي سبقته شقيقتان أكبر منه.
عاش كلوب طفولة مدللة مع والده الرياضي الشهير نوربرت كلوب المهوس بمختلف الرياضات من كرة القدم إلى كرة اليد والسلة وغيرها، وكان يتمنى أن يصبح ابنه لاعب كرة يد شهيرًا، لكن كرة القدم خطفته وجعلته أحد أساطيره كمدرب وليس كلاعب.
لم يبرع كلوب كلاعب وكانت مسيرته عادية جدًا، ولم يلعب أي مباراة في الدرجة الأولى طوال مسيرته، إذ أمضى 11 موسمًا مع نادي ماينتس، جميعها في الدرجة الثانية، وهذه الفترة جعلته اسمًا محبوبًا لدى الجماهير، على الرغم من أرقامه العادية، الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى تعيينه مدربًا للفريق، بعد اعتزاله عام 2001.
وقاد كلوب ماينتس للصعود إلى الدرجة الأولى، للمرة الأولى في تاريخ النادي عام 2004، كما قادهم نحو المشاركة في الدوري الأوروبي عام 2005، ومن ثم انتقل لتدريب دورتموند في 2008، ليبدأ كتابة التاريخ على المسارح الكبرى، عبر التتويج بالبوندسليجا مرتين على التوالي، والثنائية المحلية في ألمانيا موسم 2011ـ2012، والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2013، قبل الفوز مع ليفربول بثمانية ألقاب، منها دوري الأبطال عام 2019، والدوري الإنجليزي في 2020، كاسرًا غياب ليفربول عن منصة الـ «بريميير ليج»، الذي استمر 30 عامًا.
خلال فترته في دورتموند كان كلوب الوجه الإعلاني الأول لشركة السيارات الألمانية الشهيرة أوبل، والتي وقعت معه عقدًا في صيف عام 2012، حيث قال عنه كريستوف بيرنجر المتحدث باسم أوبل: «يجسد كلوب الشغف والقرب من الناس».
كان رهان الشركة الألمانية الكبرى على المدرب الشهير ناجحًا بعدما باعت خلال فترة لا تزيد عن 3 أشهر 1.3 مليون سيارة، 13 في المئة أكثر من نفس الفترة بدون كلوب، وفي استطلاع للشركة اختار واحد من كل ثلاثة عملاء أوبل بسبب الإعلانات مع كلوب.
في عام 2016، وقعت أوبل عقدًا جديدًا مع كلوب براتب سنوي قدره 2.5 مليون بعد أن كان في السابق يحصل على مليون.
يعشق كلوب السير بكلبه، إيما، حيث يستنشق جرعة كبيرة من هواء البحر والنظر إلى الكثبان الرملية وغابات الصنوبر. في جزيرة سيلت الواقعة في أقصى شمال ألمانيا، حيث يقضي دائمًا فصول الصيف الرائعة على شاطئها البكر الممتد على مسافة 25 ميلًا مع زوجته الثانية أولا.
بعد تسعة أعوام و491 مباراة وثمانية ألقاب، وتضمن ذلك عبارة «لن تمشي وحيدا أبدًا»، ودع كلوب ليفربول ويده فوق قلبه وسترة حمراء كتب عليها «لن أسير وحدي مرة أخرى».