|


نيفيز.. إجراءات إنجليزية فرّقت الأسرة.. والهلال قرار عائلي

القاهرة - أحمد مختار 2024.05.28 | 02:32 pm

عندما اقترب موعد ولادتها الثالثة، نالت البرتغالية ديبورا لورينسو موافقة زوجها ومواطنها روبن نيفيز، لاعب وسط فريق الهلال الأول لكرة القدم، على مغادرة بريطانيا والعودة إلى بلدهما، كي يُبصر الطفل ماتيو النور تحت إشراف طبيبٍ يحفظ الحالة الصحية للزوجة التي عانت من متاعب بالغة خلال حملِها الأول.
كانت خطةُ الزوجِ الاستئذانُ من إدارة فريقِه آنذاك، ولفرهامبتون واندررز الإنجليزي، واللحاقُ بشريكة عمره، أواخر شهر يناير 2021، لحضور الولادة.
وبعد سفرِها، تذكَّر مايسترو الوسط أن رحلته التي لن تستغرق أكثر من يومين ستُدخِله، فور عودته لإنجلترا، إلى فترة عزلٍ صحيّ لأسبوعين، بموجب إجراءات الحجر المحلية الهادفة إلى مكافحة عدوى كورونا.
أصابت حيرةٌ بالغةٌ نيفيز، الذي رُزِق من ديبورا بمارجريدا ومارتيم. لو سافر سيحرِم ولفرهامبتون واندررز، الملقَّب بـ «الذئاب»، من جهوده طوال مدة العزل، في وقتٍ يعاني فيه الفريق جائحةً من نوعٍ مختلف تؤثّر سلبًا على نتائجه في الدوري الممتاز «البريميرليج"»، مع تعرُّض العديد من لاعبيه إلى إصاباتٍ رياضية. ولو بقِي مع الفريق سيخالف قناعاته الشخصية، التي تضع الأسرة فوق كلّ اعتبار.
وبينما كان نجم البرتغال حائرًا، في ليالي يناير الممطرة، سحبت حكومة بلده زمام القرار من بين يديه، وكَفَتهُ وخز الضمير تجاه فريقه أو أسرته، وأوقفت، في خطوةٍ احترازيةٍ، الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا، لمحاصرة انتشار إصابات «كوفيد 19».
تقبّلت ديبورا الواقع الجديد، الذي لن يسمح لزوجها بأكثر من متابعة حالتها عن بُعد.
وفي 30 يناير، واكبت الولادةُ مباراةً بين «الذئاب» وكريستال بالاس، في جنوب العاصمة لندن، لحساب إحدى جولات الدوري. وعلى نحو غير معتاد، أبعد المدرب البرتغالي نونو سانتو مواطنه نيفيز عن التشكيل الأساسي وأبقاه على مقاعد الاحتياط.
بعد صافرة النهاية، خيَّم الحزن داخل غرفة ملابس الفريق بسبب الخسارة 0ـ1، فيما التقط لاعب الوسط هاتفَه وأجرى، عبر تطبيق «فيس تايم» الإلكتروني، اتصالًا مرئيًا مع زوجته، دام نحو ساعتين، وتابع لحظات المخاض بالصوت والصورة.
ولمَّا وصلت حافلة اللاعبين إلى مدينة ولفرهامبتون، كان ماتيو قد غادر بطن أمِّه وانتقل للنوم وهو مغمض العينين على كتِفها، ما رسم ابتسامة عريضة على وجه والده.
وروى الأب تفاصيل تلك اللحظات لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية قائلًا «لم أتمكن من السفر من أجل الوقوف بجوارها ورؤية طفلي، لكنني تابعت الولادة كاملة عبر هاتفي، كانت لحظات مختلفة لكنها مميزة حقًا، لحسن الحظ لدينا كل التقنية الحديثة، لذلك لا يزال بإمكاننا أن نكون قريبين من بعضنا بعضًا، كان الأمر غير عادي، لكنه في الوقت نفسه أفضل لحظة في حياتنا كما يعلم كل أب».
وقبل عشرة أعوام، تعرَّف نيفيز، الذي كان صاعدًا إلى فريق بورتو البرتغالي، على ديبورا. وعلى الفور، بدأت قصة حبّهِما التي تُوِّجَت منتصف 2018 بالارتباط الرسمي المعلن.
في ذلك الصيف، عاش اللاعب الدولي فرحتين كاملتين وثالثة منقوصة، اقترب أكثر من حبيبته، وأسهم في فوز ولفرهامبتون واندررز بدوري «التشامبيونشيب» والعودة إلى «البريميرليج»، واستدعاه مواطنُه فيرناندو سانتوس، مدرب منتخب «السيليساو»، للقائمة التي ستخوض كأس العالم «روسيا 2018»، قبل أن يستبعده ويُفضِّل آخرين.
تخطى نيفيز سريعًا قرار سانتوس، وبدأ حياته الزوجية مع ديبورا، وأنجب منها مارجريدا ومارتيم ثم ماتيو.
وبعد يومين فقط من ولادة الطفل الثالث، تألّق الأب، الذي يرى أبناءه مصدر قوّتِه، على أرضية الملعب، وقاد فريقه السابق إلى الفوز 2ـ1 على أرسنال، مهديًا هدفًا أحرزه خلال اللقاء إلى وزوجته ومولودها.
وعندما فاجأ نيفيز الأوروبيين برحيله عن القارة العجوز، وهو ابن 26 عامًا فقط، والانتقال إلى الهلال السعودي، قال لصحيفة «أوجوجو» في بلاده «اخترت القرار الصحيح باللعب لأكبر أندية آسيا، أشعر بالراحة ولا يمكن تجاوز بعض العروض، نظرتُ إلى مستقبل عائلتي في كل قراراتي الكروية»، في تصريحٍ عكَس مواصلة أسرتِه، التي تعيش معه حاليًا في الرياض، التربُّع على قمّة أولوياته.


نيفيز.. إجراءات إنجليزية فرّقت الأسرة.. والهلال قرار عائلي