|


رونالدو.. دموع لا تجف.. وشغف لا ينتهي

الرياض ـ ضيف الله المرشدي 2024.06.01 | 03:13 pm

بعد 526 يومًا من دموع حسرة وداعه مونديال 2022 أمام المغربي ياسين بونو ورفاقه، عاد المشهد نفسه أمام الحارس ذاته، لكن هذه المرة بكى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بحرقة وألم سرقا الأضواء من احتفال الهلاليين بكأس الملك البارحة.
بكى الأسطورة وكأنه شاب مات حلمه بين يديه، بكى وكأنه لم يسطر يومًا ما المجد، ويتزعم أوروبا، ويعتلي عرش العالم خمس مرات بكراته الذهبية.
مشهد الدموع الحارقة، الذي أدهش الملايين بعد نهاية مواجهة فريقه الأول لكرة القدم أمام الهلال، لا يفسره سوى شغف لا ينتهي لرجل على مشارف الأربعين من عمره، مولع بالساحرة المستديرة تمامًا مثلما قلبه مغرم بعارضة الأزياء الإسبانية جورجينا رودريجيز، حاضنة أطفاله الخمسة.
كانت الدموع المنهمرة من عيني «الدون»، منطقية من فتى يافع مثل مشاري النمر، الذي أهدر الركلة الترجيحية الأخيرة لقطب العاصمة، لكنه أمر مثير للدهشة من نجم أوحى أن الخسارة لا تعوض، وهو الذي لم تجف دموعه منذ أن كان مراهقًا في الـ 19 عندما تذوق مرارة الهزيمة الأولى على أرضه وبين أهله وناسه في بطولة «يورو 2004»، التي تُوِّج بها المنتخب اليوناني بالفوز 1ـ0 على نظيره المستضيف البرتغالي، في نتيجة مفاجئة.
صورة الحزن على وجه رونالدو تكررت في ثمانية نهائيات لاحقة،وفق تقرير "الرياضية" الجمعة، ففي العام التالي، انتهت المواجهة بين مانشستر يونايتد وأرسنال، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، بالتعادل السلبي، فذهب الحسم إلى ركلات الترجيح، وترجم رونالدو ركلته بنجاح، لكن الألماني ينز ليمان، حارس «المدفعجية»، أبعد ركلة الإنجليزي بول سكولز، ليخسر الشياطين اللقب .
وسقط النجم البرتغالي بالمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي مرّةً أخرى عام 2007، إذ سيطر التعادل السلبي على الأشواط الأصلية من اللقاء، الذي جمع مانشستر يونايتد وتشيلسي، إلى أن جاء الحسم لـ «البلوز» عن طريق المهاجم الإيفواري ديديه دروجبا، الذي سجّل هدف الفوز، 1ـ0، قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني.
وبعد فوزه مع الشياطين الحمر بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2008، في النسخة التي كان هدّافَها، لعب «الدون» في العام التالي نهائي البطولة الثاني له، لكنه خسر أمام برشلونة بهدفين سجلهما المهاجم الكاميروني صامويل إيتو، وأسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي.
وبعد انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني، خسر رونالدو مواجهة كأس السوبر المحلي عام 2011، إذ انتهى لقاء الذهاب أمام برشلونة بالتعادل 2ـ2 في الـ«برنابيو»، وسجل البرتغالي هدفًا في الـ «كامب نو» إيابًا، إلا أن الحسم كان كاتالونيًا بنتيجة 3ـ2، وبهدف قاتل سجله ميسي في الدقيقة 88.
وفي العام 2013، افتتح «صاروخ ماديرا» التسجيل في المباراة النهائية لكأس إسبانيا، أمام أتلتيكو مدريد، لكن الأخير أدرك التعادل، لتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية، التي شهدت تسجيل البرازيلي ميراندا هدف الفوز لأتلتيكو في الدقيقة التاسعة من الشوط الإضافي الأول، قبل أن يتعرض رونالدو للطرد في الدقيقة 115.
ولعب رونالدو 45 دقيقة ذهابًا ومثلها إيابًا في مواجهة كأس السوبر الإسباني عام 2014، دون أن يسجّل، وانتهى لقاء الذهاب بتعادل ريال مدريد وأتلتيكو مدريد بهدف لمثله في الـ«برنابيو»، قبل أن يفوز أتلتيكو بهدف نظيف إيابًا على ملعب «فيثنتي كالديرون».
وخسر رونالدو مرتين في مباريات نهائية خلال محطته مع يوفنتوس الإيطالي، وجاءت الأولى في الرياض لحساب كأس السوبر الإيطالي 2019، إذ سقط فريق «السيدة العجوز» بنتيجة 1ـ3 أمام لاتسيو، ولو أن رونالدو سجل هدف «الأبيض والأسود» الوحيد، قبل أن يخسر نهائي كأس إيطاليا في العام التالي، بعد التعادل سلبيًا مع نابولي، الذي فاز بركلات الترجيح، علمًا أن رونالدو لم ينفذ أي ركلة حينها، إذ أهدر الأرجنتيني باولو ديبالا، والبرازيلي دانيلو الركلتين الأولى والثانية، لتُحسم الأمور قبل ركلة فريقهما الخامسة.
تلك النكسات، تؤلم الأبطال، لكنها تمنحهم القوة، تحزنهم الهزيمة، ولكنها تمدهم بالعزيمة، تبكيهم لحظة الانكسار، لكنهم يعودون إلى الوقف على منصات الذهب، لتصبح دموع الحزن ابتهالات فرح يا «كريس».