|


سيروندولو.. أرجنتيني يهدد شعبية مارادونا وميسي.. وسطوة جوكوفيتش

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.06.04 | 01:14 pm

في الأرجنتين وشعبها المهوس بلعبة كرة القدم، وهي منبع أساطيرها من الراحل دييجو مارادونا وحتى البرغوث ليونيل ميسي، يصعب على لاعبي الرياضات الأخرى لفت انتباه الشعب، الذي سلبت عقله الساحرة المستديرة، لكن الشاب الجامعي فرانسيسكو سيروندولو، لاعب التنس الشهير، يبدو أنه في طريقه لكسر هذه القاعدة، بعد أن بات يقارع كبار اللعبة، وفي مقدمتهم الصربي نوفاك جوكوفيتش، أحد أعظم لاعبي الكرة الصفراء عبر التاريخ.
يقول الألماني مايكل شوماخر، أسطورة سباقات الـ «فورميلا 1»، بعد أن ضج من شهرته الواسعة: «كل ما أتمناه الآن أن أكون شخصًا عاديًا جدًا، وقادرًا على السير في الشارع مثل أي شخص آخر»، ولكن ضريبة الشهرة، التي تمنى شوماخر التخلص منها، بدأت في ملاحقة الشاب الأرجنتيني الخجول، الطالب في الجامعة، خلال سيره في شوارع بيونيس آيرس عاصمة بلاده، ويشعر بالخجل الشديد من طلبات التصوير، التي باتت تلاحقه.
لم يكن أليخاندرو سيرندولو، لاعب ومدرب التنس المغمور، الذي فشل في تحقيق مسيرة مميزة في الملاعب الصفراء، وتحوَّل إلى مدرب للفتيان الصغار، يحلم بأن يحقق ابنه فرانسيسكو ما عجز عنه، ويحظى بمسيرة رياضية مميزة، عى الرغم من صغر سنه، ويقارع وهو في سن الـ 25 عامًا كبار نجوم اللعبة.
في عائلة رياضية، عاشقة لكرة التنس، ولد الأرجنتيني فرانسيسكو سيروندولو عام 1998، حيث يرتبط والديه أيضًا بالرياضة، وكان لاعبًا ومدربًا للتنس، بينما والدته ماريا لوز رودريجيز تعمل عالمة نفس رياضية، وكانت أيضًا لاعبة تنس في شبابها، بينما خوان مانويل، شقيقه الأصغر، هو أيضًا لاعب تنس موهوب، فيما تعد ماريا كونستانزا، أخته الصغرى، من أشهر لاعبات الهوكي في نادي بلجرانو، والمنتخب الأرجنتيني.
بدأت رحلة الشاب الأرجنتيني في عالم الكرة الصفراء بسن مبكرة، حين أمسك بمضرب للمرة الأولى، وسرعان ما أظهر موهبته الطبيعية وتفانيه، ونمى شغفه باللعبة بقوة مع مرور الأيام، وطور سيروندولو مهاراته من خلال المشاركة في مختلف بطولات الشباب، وتسلق التصنيفات.
في عام 2016، حقق سيروندولو أكبر منجز في مسيرته عندما فاز بلقب تصنيف العالم للفتيان من الاتحاد الدولي للتنس، كان هذا التصنيف بمثابة إثبات لإمكاناته، وشهادة رسمية على دخوله عالم التنس المحترف، منذ ذلك الحين، استمر في تحقيق تقدم ملحوظ في مسيرته، مشاركًا بانتظام في البطولات، واستحوذ على انتباه عشاق التنس في جميع أنحاء العالم.
بينما يستمر فرانسيسكو سيروندولو في تأسيس نفسه على المستوى الدولي، ينتظر جمهوره المخلص بفارغ الصبر خطوته التالية، مع مستقبل واعد أمامه، يمتلك هذا اللاعب الأرجنتيني القدرة على تحقيق تأثير كبير في عالم التنس المحترف، ومتابعة نجاحات عائلته في هذه الرياضة.
بدأت حياة الشهرة تزعج الشاب الخجول، حيث يقول عن ذلك: «بعيدًا عن رياضة التنس، بدأ الناس يعرفوني أكثر بكثير، في بعض الأحيان، أكون في أحد شوارع بوينس آيرس فيستقبلونني أو يطلبون مني صورة، يبتسم، بينما يزداد لون خديه المحمر ـ عندما كان من قبل يمر دون أن يلاحظه أحد في كل مكان ـ وهو يضحك. وبخلاف ذلك، سأظل كما أنا، ولن يتغير هذا الأمر، كما يقول بثقة».
على الرغم من تألقه وموهبته الكبيرة، التي شهد عليها نجوم اللعبة، لا يزال سيروندولو يشكك في قدرته على الاستمرار باحتراف كرة التنس، ويصر على إكمال دراسته في جامعة باليرمو الأرجنتينية، وعلى الرغم من التزامه بالمباريات والمنافسات إلا أنه يخصص ساعات الفراغ لمذاكرة دروسه على أمل التخرج والحصول على الشهادة الجامعية في تخصص الإدارة الاقتصادية والمالية.
لم يأت قرار الاستمرار في الدراسة الجامعية بالنسبة للفتى الصغير بسبب الشهادة فحسب، بل بسبب الاقتناع بفعل ما يحبه في المستقبل، وعدم الارتباط بالرياضة، فيما لا يمنحه المتعة، يقول عن ذلك: «لم أكن أعرف كيف سأفعل مع التنس، ولم أرغب بالبقاء في تصنيف لا أستطيع فيه كسب عيشي من التنس، ثم ينتهي بي الأمر مدرسًا، أنا لا أحب ذلك، لذلك لم أرغب في أن أكون عالقًا في شيء لم أكن لأشعر بالراحة معه، لهذا السبب بدأت الدراسة، لأنه إذا لم أحقق نتائج جيدة في التنس، أريد أن يكون لدي منفذ آخر أحبه أكثر وأستمتع فيه بما أفعله».
ويضيف: «ومن ناحية أخرى، أدرس الاقتصاد لأنني آمل أن أتمكن من تطبيقه بما يمكنني كسبه في التنس أو أي شيء آخر وأعرف أين أستثمر أو ماذا أفعل، أو، عندما أتقاعد، سأتمكن من فعل شيء متعلق بما درسته، والتنس، أو أي شيء آخر، لأنني كما قلت، لا أعرف إذا كنت أريد أن أصبح مدرسًا أو مدربًا، لذلك، من خلال الدراسة، في اليوم الذي أتقاعد فيه، يمكنني الحصول على وظيفة أحبها، وتسمح لي بمواصلة العمل، لكن الأولوية تظل التنس».
في باريس العاصمة الفرنسية، وخلال منافسات بطولة فرنسا المفتوحة «رولاند جاروس»، كان العالم شاهدًا على موهبة الفتى القادم من شوارع بيونيس آيرس، وهو يقارع الصربي نوفاك ديوكوفيتش، أحد أعظم لاعبي التنس في كل الأزمنة، في مباراة استمرت أربع ساعات و39 دقيقة، حسمها المخضرم بخبرته، ولكن نظرات الشاب الصغير الفخور تتوعده بأن المستقبل سيكون له.