|


أحمد الحامد⁩
كريستيانو.. أسطورة الشغف
2024-06-04
في كل مرة يثبت كريستيانو رونالدو أن أسباب نجاحه عملية وليست موهبة فقط، هو يتعامل مع الأمر وكأنه معادلة رياضية، تُخلص في التمارين تحصل على لياقة ذهنية وجسدية عالية، تضع لنفسك حدودًا في تناول الطعام تحصل على رشاقة، لا يهم كم تبلغ من العمر سواء كنت في الثلاثين أو الأربعين النتيجة واحدة. قوة كريستيانو في اتباعه لهذه المعادلات بشكل صارم، لأنه يدرك أن بقاءه على أرض الملعب مرتبط بالالتزام والتدريب الذي لا ينقطع. شيء آخر أضافه كريستيانو لم أكن لأعلمه لو لا مشاهدتي دموعه وبكاءه بعد خسارته للمباراة النهائية على كأس الملك، شغفه في الفوز باستمرار لم يضعف، كان يبكي على ضياع البطولة وهو اللاعب الأكثر تحقيقًا للبطولات من بين كل من كانوا على أرض الملعب، والأكبر شهرة وبفوارق شاسعة، وهو إن لم يحقق بطولة من اليوم إلى أن يعتزل فلن يؤثر هذا على لمعان صورته الأسطورية. أتذكر معلقًا كان يواسي لاعبًا شابًا خسر فريقه المباراة النهائية.. كان يقول له إن المستقبل أمامك.. وستحقق البطولات، أما كريستيانو فكان يبكي كما كان ذاك الشاب، لكن الفارق أن كريستيانو بسن الأربعين مع شهرة أسطورية ومكتبة من الكؤوس الذهبية. نجاح كريستيانو رونالدو لم تكن موهبته أهم ركائزها، نحن نعلم بأن الموهوبين كثر لكنهم لم يحققوا نجاحه، وصار واضحًا، خصوصًا بعد بكائه، أن جوهر نجاحه يكمن في شعلة شغفه التي لم تضعف ولم تنطفئ، وعلى حفاظه عليها مشتعلة أينما حل وفي أي فريق يلعب له. لم أشاهد أي لاعب بشهرة كريستيانو بكى مثلما بكى كريستيانو بعد خسارته لبطولة، عدا بكاء الأسطورة مارادونا عندما خسر نهائي كأس العالم 1990. الشغف المشتعل باستمرار هو سر نجاح كريستيانو حتى وهو في الأربعين من عمره، وهو سر النجاح للكثير من الناس الذين نتناول قصصهم كنماذج ناجحة في الحياة. بعد المباراة قرأت تعليقات عن بكاء رونالدو.. وكيف يبكي من حقق عشرات البطولات على ضياع بطولة واحدة، كتبت لبنى الخميس: «دموع رونالدو حديث العالم.. على مشارف الأربعين.. برصيد بطولات وأهداف وجوائز، أسطوري.. يركل الكرة بيمينه ويحرك إعلام الكون بيساره.. ولكنه يبكي بحرقة حين يخسر فريقه وكأنها بطولته الأولى.. حدثني عن الشغف والتنافسية والمسؤولية.. ذروة كاريزما رونالدو هي شغفه المشتعل إلى الأبد».