|


أحمد الحامد⁩
فريق العمل أولا
2024-06-09
اختيار فريق العمل المناسب، يحتاج إلى فراسةٍ ونباهةٍ، ولا يمكن للعمل أن ينجح إذا لم تكن عناصر الفريق هي الأنسب، وهذا شرطٌ أساسٌ من شروط النجاح.
مشكلة عديدٍ من أصحاب المشروعات الصغيرة المبتدئة، أنهم يختارون فريق عملهم دون درايةٍ، فكثيرٌ منهم يوظفون من محيطهم فقط، مثل أصدقائهم، أو أصدقاء أصدقائهم، أو أقاربهم! أي أنه توظيفٌ عاطفي، وهذا جيدٌ إذا كانوا فعلًا المناسبين، في المقابل، هو تضييع جهدٍ، وخسارة مالٍ إذا لم يكونوا الأشخاص المطلوبين للمهمة.
أعرف شخصًا، يُستعان به لاختيار الموظفين المناسبين، ويتقاضى أجرًا مقابل فراسته وعلمه. هو يقرأ في المقابلات الشخصية ما لا يقرأه الأشخاص العاديون، ولا يتردَّد في الذهاب أينما كان للبحث عن الموظف المناسب للوظيفة.
قبل مدةٍ، قرأت حكايةً منسوبةً للصناعي الكبير هنري فورد «1863ـ1947»، وبغض النظر عن حدوث الحكاية فعلًا مع هنري أو مع غيره، أو عدم حدوثها مع أحدٍ أصلًا، لكنْ فيها شيءٌ من نباهة المدير، أو القائد في اختيار الموظفين. هنري فورد، مؤسِّس شركة فورد لصناعة السيارات، كان ينوي تعيين شخصٍ في منصبٍ ما بشركته، فاختار اثنين من الجامعة نفسها، والتخصُّص ذاته، ودعاهما لتناول العشاء معه في أحد المطاعم، وبعد العشاء، بينما خرج الجميع من المطعم، قال فورد لأحدهما: لقد تم تعيينك في المنصب. وقال للآخر: أعتذر منك، لن تكون ضمن فريقنا. استجمع الشاب المرفوض شجاعته، وقال له: سيد فورد، هل يمكن لي أن أسألك سؤالًا؟ فأجابه تفضَّل. فقال: نحن لم نتحدَّث في الهندسة، ولا في السيارات، ولا في الجامعة، تحدَّثنا في الأمور العامة فقط، فلماذا تمَّ توظيف زميلي، ورفضي أنا؟ فردَّ فورد: لسببين، الأول أن زميلك تذوَّق شريحة اللحم، ثم أضاف إليها ملحًا، وأنت أضفت الملح قبل أن تتذوَّقها، وأنا يعجبني الأشخاص الذين يجرِّبون الأشياء قبل محاولة تغييرها. أمَّا السبب الثاني فهو أن صديقك، كان مؤدبًا مع النادلين، ويقول: شكرًا، وآسف، لكنهم بالنسبة لك كانوا غير مرئيين تمامًا، كنت مؤدبًا معي فقط!
أتذكَّر قبل نحو 20 عامًا، أن أحدهم كان ينشئ مؤسسته الجديدة، وكانت إحدى الزميلات لديها أختٌ، تخرَّجت حديثًا، وكان من تخصُّصاتها السكرتارية، فاتصلت بهذا الشخص الذي ينشئ مؤسسته، وسألته إن كان قد وظَّف سكرتيرةً، أم أنه ما زال يجري مقابلات التوظيف، لأن خريجةً حديثةً ومتخصِّصةً، تبحث عن وظيفةٍ، فسألني: حلوة؟ من سؤاله علمت أنه لن ينجح، ولم ينجح.