|


أمم أوروبا.. صاحب الفكرة مات قبل ولادتها.. والسوفييت أول الأبطال «1ـ4»

نيقوسيا ـ الفرنسية 2024.06.11 | 03:36 pm

تعود فكرة انطلاق «كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم» إلى الفرنسي هنري دولوني، الذي تحدّث عنها للمرة الأولى في 5 فبراير 1927، لكنها لم تلق قبولًا، خاصة أن أسرة المستديرة كانت منشغلة بوضع اللمسات الأخيرة على انطلاق كأس العالم الأولى في الأوروجواي عام 1930.
انتظرت فكرة دولوني ردحًا طويلًا من الزمن إلى أن تأسّس الاتحاد القاري «ويفا» في الخمسينيات.
وفارق دولوني الحياة عام 1955 قبل أن تبصر فكرته النور، بيد أن نجله بيار، الذي خلفه أمينًا عامًا للاتحاد الفرنسي، حمل المشعل، ونجح في إقناع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي خلال اجتماعها في مدينة كولن الألمانية عام 1957 في تبني هذه البطولة.
يشرح المؤرّخ بول ديتشي لوكالة «فرانس برس» أن «إنشاء كأس أوروبا كان برغبة من هنري دولوني، الأمين العام للاتحاد الفرنسي، ونجله بيار بعد وفاة والده»، وتابع مؤلّف كتاب «تاريخ كرة القدم» 2014: «كان انتقامًا من جول ريميه، الذي حصل على لقب عرّاب كأس العالم، فيما كانت فكرة من دولوني الذي بقي محبطًا».
كانت الكؤوس الأوروبية للأندية قد انطلقت عام 1956، وتابع مبارياتها جمهور غفير، تخطى أحيانًا 70 ألف متفرّج في لشبونة، ومدريد، وبلجراد، وميلانو، فأسهم هذا الأمر بدرجة كبيرة في تشجيع المسؤولين في الاتحادات الأوروبية على إطلاق بطولة للمنتخبات.
عرض الدنماركي إيبي شفارتس، رئيس الاتحاد الأوروبي، خطوات ملموسة لتحديد انطلاق البطولة الأولى، فلقي تشجيعًا، خاصة من اتحادات إسبانيا والمجر واليونان، التي اقترحت أن تكون البطولة بنظام خروج المغلوب بدءًا من خريف عام 1958.
لم تعجب الفكرة الاتحادات البريطانية، التي رأت أنها تشكّل خطرًا على بطولة بريطانيا التاريخية، كما عارضها الاتحاد الألماني.
إزاء هذا الوضع، ارتأى الاتحاد الأوروبي درس الأمر في مؤتمر دعا إليه في 28 يونيو عام 1957 في كوبنهاجن، وقد شارك في المؤتمر ممثلون عن 26 اتحادًا منضويًا إلى الاتحاد الأوروبي من أصل 29، في حين غاب ممثلو ويلز، وألبانيا، وأيسلندا.
وتقدّمت لجنة منتدبة من الاتحاد الأوروبي، مؤلفة من الفرنسي بيار دولوني، والمجري جوستاف شيبيش، والإسباني أوجوستين بوجول، باقتراح يقضي بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة، وليس بنظام الذهاب والإياب.
وصوّت 14 اتحادًا في مصلحة هذا الاقتراح، وهي تشيكوسلوفاكيا، وفرنسا، والدنمارك، وألمانيا الشرقية، واليونان، والمجر، ولوكسمبورج، وبولندا، والبرتغال، ورومانيا، والاتحاد السوفياتي، وإسبانيا، وتركيا ويوغوسلافيا، وعارضته سبعة اتحادات، هي بلجيكا، وفنلندا، وهولندا، وإيطاليا، والنروج، وسويسرا، وألمانيا الغربية، في حين امتنعت اتحادات إنجلترا، وإيرلندا الشمالية، وإسكتلندا، وجمهورية إيرلندا، والسويد عن التصويت.
وبعد أن حصل على أكثرية الأصوات، قرّر الاتحاد الأوروبي تنظيم البطولة مرّة كل أربعة أعوام على أن تنطلق بين عامي 1958 و1960.
وتم فعليًا إطلاق بطولة أوروبا في 6 أغسطس عام 1958، عندما سحب الاتحاد الأوروبي قرعة الأدوار الأولى، واُطلق اسم هنري دولوني على الكأس، واتُّفق على تنظيم الدورين نصف النهائي والنهائي بطريقة التجمّع، واختيرت فرنسا لتكون الدولة المضيفة.
بعد ملحق التأهل لنسخة 1960 الافتتاحية، بلغت منتخبات يوغوسلافيا، وفرنسا، والاتحاد السوفياتي، وتشيكوسلوفاكيا، الدور نصف النهائي.
وتغلبت يوغوسلافيا على فرنسا 5ـ4 في مباراة مثيرة، بعد تخلّفها 1ـ4، وسجّلت أربعة أهداف في مدى 24 دقيقة بالشوط الثاني، وبلغت النهائي، حيث واجهت الاتحاد السوفياتي، الفائز على تشيكوسلوفاكيا 3ـ0.
وجرت المباراة النهائية على ملعب «بارك دي برانس» في باريس، 10 يوليو، أمام 17966 متفرجًا، واحتاج الاتحاد السوفياتي، بقيادة ليف ياشين، حارسه الشهير، إلى وقت إضافي لتخطي عقبة يوغوسلافيا 2ـ1، وسجل للفائز سلافا ميتريفيلي «49»، وفيكتور بونيدلنيك «113»، بعد أن تقدّم ميلان جاليتش ليوغوسلافيا «43».
وقال بونيدلنيك: «كان الهدف في الدقيقة 113 الأهم في كامل مسيرتي».
ونظمت الأدوار النهائية لنسخة 1964 في إسبانيا، ونجحت الدولة المضيفة بتخطي المجر 2ـ1 في نصف النهائي بعد التمديد، لتلتقي الاتحاد السوفياتي، حامل اللقب، في النهائي، بعد فوزه الكبير على الدنمارك 3ـ0.
وغصّت مدرّجات ملعب سانتياجو برنابيو بـ 79 ألف متفرّج في نهائي 21 يونيو، ومن بينهم الرئيس فرانكو، ونجحت إسبانيا في انتزاع باكورة ألقابها الدولية على مستوى المنتخب الأوّل، بفوز صعب على الاتحاد السوفياتي 2ـ1، وسجل للفائز خيسوس ماريا بيريدا «6»، ومارسيلينو «83»، وللخاسر جاليمزيان حسينوف «8».
وتحدّث بيريدا عن أهمية زميله لويس سواريز، الذي كان يحمل ألوان إنتر الإيطالي: «شكّلنا وحدة جيدة، كان لدينا سواريز ليقود الأوركسترا، ثم امتلكنا لاعبين رائعين، مثل أمانسيو ومارسيلينو، الذي كان هدافًا بالفطرة. لقد كانت تشكيلة رائعة».
ومنح الاتحاد الأوروبي إيطاليا شرف احتضان الأدوار النهائية لعام 1968، فاحتاجت إلى قرعة أمام الاتحاد السوفياتي، بعد تعادلهما من دون أهداف، لتلاقي في النهائي يوغوسلافيا، الفائزة بصعوبة على إنجلترا بهدف دراجان دجاييتش «86».
وانتهت المباراة بتعادل إيطاليا ويوغوسلافيا 1ـ1 أمام جمهور غفير على الملعب الأولمبي في روما، بعد هدف متأخر لأصحاب الأرض في الدقيقة 80، عبر أنجيلو دومنجيني، فأُعيدت بعد يومين على الملعب عينه، وفيها تفوّق المضيف محققًا فوزًا مستحقًا بهدفي لويجي ريفا «12»، وبييترو أناستازي «31» ليُتوّج بطلًا، ووصف الحارس دينو زوف أداء فريقه بـ «الكامل».