|


ميتلشتيت يدخل قلوب الألمان

ماكسيميليان ميتلشتيت، لاعب المنتخب الألماني الأول لكرة القدم (أرشيفية)
ميونيخ ـ الفرنسية 2024.06.22 | 03:10 pm

يجسد صعود ماكسيميليان ميتلشتيت، الظهير الأيسر، المذهل من لاعب احتياطي إلى حجز مكانه أساسيًا في تشكيلة منتخب ألمانيا الأول لكرة القدم، فلسفة المدرب يوليان ناجلسمان الساعي إلى تجديد دماء «دي مانشافت».
هبط ميتلشتيت إلى الدرجة الثانية مع هرتا برلين قبل عام واحد، وكثيرًا ما كان يتابع من مقاعد البدلاء تراجع فريق طفولته، وهو أكبر نادٍ في العاصمة الألمانية، إلى الدرجة الثانية.
وبعد انتقاله إلى شتوتجارت مقابل 500 ألف يورو «534 ألف دولار» مطلع الموسم الماضي، وهو مبلغ زهيد حتى بالنسبة لنادٍ كان على وشك الهبوط، لم يكن كثيرون يتوقعون الشيء الكثير من المدافع البالغ من العمر 27 عامًا.
ومع ذلك، لعب ميتلشتيت دورًا بارزًا في احتلال شتوتجارت المركز الثاني في الدوري الألماني، حاصدًا 40 نقطة، أكثر من الموسم السابق، ومتقدمًا على بايرن ميونيخ القوي.
كانت مكافأته الاستدعاء إلى منتخب ألمانيا للمرة الأولى، وفي مباراة منتخب ألمانيا الثانية، وعلى ملعب شتوتجارت، مرر ميتلشتيت كرة حاسمة جاء منها الهدف الثاني لمنتخب بلاده، بواسطة القائد إيلكاي جوندوجان، ليخرج فريقه فائزًا 2ـ0، وضامنًا تأهله إلى ثمن النهائي.
كانت التمريرة الحاسمة هي الأحدث في سلسلة من النقاط البارزة للاعب، الذي سرعان ما أصبح عنصرًا رئيسًا في عودة ألمانيا للمنافسة الحقيقية على إحراز لقب كأس أوروبا للمرة الرابعة في تاريخها.
وكان ميتلشتيت واحدًا من 11 تغييرًا أجراها ناجلسمان في مارس، عندما أعاد بناء تشكيلة ألمانيا المتعثرة، قبل ثلاثة أشهر فقط من المباراة الافتتاحية لبطولة أوروبا.
واستبعد المدرب الألماني أسماء كبيرة، أمثال ليون جوريتسكا، وسيرج جنابري، وماتس هوملز، في حين استعان بعدد كبير من لاعبي باير ليفركوزن، بطل ألمانيا وشتوتجارت.
وانضم ميتلشتيت لصفوف المنتخب إلى جانب ثلاثة لاعبين آخرين من شتوتجارت، وهم الجناح كريس فوهريش، والمهاجم دنيز أونداف، والمدافع فالديمار أنتون.
واذا كان ناجلسمان اختار ثلاثي شتوتجارت الأخر في التشكيلة الرسمية المشاركة في النهائيات القارية، فإن ميتلشتيت وحده يلعب أساسيًا.
وقال ميتلشتيت في حديثه قبل مواجهة المجر: «لو أخبرني أحدهم بذلك العام الماضي لقلت إنه مجنون، ومن المضحك مدى سرعة تطور كل شيء، لكنني عملت بجد من أجل ذلك، حتى في المواسم التي لم تكن الأمور تسير فيها على ما يرام، ولم أشك أبدًا في أنني أمتلك الجودة، لقد كنت أؤمن بنفسي دائمًا».
لم يتردد ناجلسمان في عدّ ميتلشتيت واحدًا من أفضل أربعة لاعبين في مركز الظهير الأيسر في العالم قبل البطولة. ووصف الظهير الألماني قصته بأنها خيالية وجميلة جدًا جدًا.
وعلى الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا بالنسبة لمنتخب ألمانيا، الذي خيب الآمال في البطولات الكبرى منذ عشرة أعوام تقريبًا، وتحديدًا منذ تتوجيه بمونديال 2014 في البرازيل، فإن خوض المباراة النهائية، 14 يوليو في برلين، مسقط رأس ميتلشتات، سيكون بالتأكيد نهاية خيالية.
ومن الواضح أن أسلوبه يناسب منتخب ألمانيا، الذي يسعى للاحتفاظ بالكرة والهجوم، مثل شتوتجارت، تحت قيادة المدرب سيباستيان هونيس.
وسلط ميتلشتيت الضوء على أوجه التشابه بين المدربين الشابين ذوي العقلية الهجومية، قائلًا: «كلاهما يريد لعب كرة القدم، وكلاهما يريد الاستحواذ، وكلاهما يريد الهجوم».
وبعد الفوز على المجر، والتغلب على إسكتلندا 5ـ1 في المباراة الافتتاحية للبطولة، تحتاج ألمانيا إلى التعادل على الأقل في مباراة الأحد أمام سويسرا، لضمان صدارة مجموعتها.