|


سلوفينيا.. صنعت التاريخ يوم استقلالها.. وحكاية البرتغال هي الهاجس

لاعبو المنتخب السلوفيني الأول لكرة القدم يحتفلون بعد التعادل أمام إنجلترا وضمان التأهل إلى دور الـ16 من بطولة يورو 2024 الثلاثاء (أسوشيتد برس)
الرياض - إبراهيم الحمدان 2024.06.27 | 05:49 pm

في الـ 25 من يونيو لعام 1991، أعلنت جمهورية سلوفينيا استقلالها عن يوغسلافيا، وعندها اندلعت حرب الأيام العشرة بسبب تداعيات إعلان الاستقلال، لكن بعدها استقرت أحوال سلوفينيا، وتم الاعتراف بها من المجتمع الأوروبي في فبراير 1992، ومن هناك ولِد منتخب جديد في عالم كرة القدم، ما زال يبحث عن ملامسة أحلامه، بعد مرور 32 عامًا من الاستقلال.
الـ25 من يونيو، وبعد أن أتمت قصة الاستقلال 32 عامًا بالتمام والكمال، أعلنت سلوفينيا صعودها إلى دور الـ16 من بطولة أمم أوروبا 2024، بالتعادل مع إنجلترا دون أهداف، وضمان مقعد في الدور الثاني مع أقوى منتخبات القارة، لترسم كرة القدم علامات الفرح على وجوه الحالمين في الدولة التي بدأت عقدها الرابع من العمر.
دولة سلوفينيا التي تبلغ مساحتها نحو 21 ألف كيلومترًا، تحدها إيطاليا غربًا، والنمسا شمالًا والمجر من الشمال الشرقي وكرواتيا من الجنوب الشرقي، دول لديها إرث كروي تاريخي، فأينما اتجه سكان سلوفينيا، سيحدهم بطل أوروبي، آخرهم «الأزوري» بطل يورو 2021، والكروات الذين أصبحوا علامة كروية راسخة، كل شيء في بعض الأيام يتحول إلى كرة قدم، وعندما يحين موعد بطولات اليورو، فإن لا شيء يضاهي المستديرة، واليوم دقت أجراس إثبات الوجود، سلوفينيا يجب أن تكون بين الكبار.
ماتياس كيك مدرب منتخب سلوفينيا، قالها وهو في حالة ذهول: « لم أتخيل أن نتأهل إلى مرحلة الأدوار الإقصائية، أظهرنا من خلال أدائنا أننا نستحق أن نكون هنا ونتأهل أمام أحد المرشحين للبطولات، كانت الدقيقة 90 عندما حصل المنتخب الإنجليزي على فرصة كبيرة، لكن يان لم ينجز عمله بإتقان، كانت هذه قبلة القدر وكنا محظوظين، الحظ الذي افتقرنا إليه أمام صربيا كان اليوم معنا، أثبت لاعبونا أن لدينا رجال أكفّاء قد يصنعون أشياء كبيرة في هذه البطولة».
المشاركة رقم 1 لسلوفينيا عبر بطولات أوروبا جاءت عام 2000، وكانت مخيبة بالمغادرة من دور المجموعات، ثم اضطر المنتخب الجديد على الساحة آنذاك إلى الانتظار حتى يبلغ بطولة كبرى بالصعود إلى كأس العالم 2002، وخسر جميع مبارياته وغادر من الباب الصغير، وعاد إلى لعب المونديال 2010 وسجل أول فوز له على الإطلاق من بوابة الجزائر 1-0، ولكن ذلك لم يكن كافيًا للتأهل على الرغم من تعادله مع أمريكا والحصول على 4 نقاط.
المشاركة رقم 2 سجلتها فرقة ماتياس كيك، عندما تأكدت المشاركة في اليورو على الأراضي الألمانية، وهناك حدثت بعض الغرائب المتعلقة بمنتخب سلوفينيا، حيث لعب 3 مباريات، لم يحقق خلالها أي انتصار، بتعادل مع الدنمارك، ثم آخر مع صربيا، وكذلك نقطة من أمام إنجلترا، ليعبر إلى ثمن النهائي، دون أي فوز، ليس ذلك فحسب، بل إن سلوفينيا تعد المنتخب الأعلى بين جميع المشاركين في سلسلة اللا خسارة بوصوله إلى 9 مباريات.
فكرة أخرى ربما تراود السلوفينيين، فالفوز في كرة القدم أحيانًا، ليس كل شيء من أجل التتويج بالذهب، وتكرار حكاية البرتغال في نسخة 2016 هي الدافع، بصعود مشابه مع 3 نقاط فقط، ثم العبور بهدوء وقليل من الحظ حتى بلوغ النهائي ومعانقة الذهب.