|


أحمد الحامد⁩
جولة السوشال ميديا
2024-07-03
لا ذنب للسوشال ميديا إذا ما استخدمها بعضهم بطريقة سيئة، تبقى السوشال ميديا قفزة اجتماعية وإعلامية واقتصادية كبرى، وهي مثلها مثل أي شيء صنع ليكون مفيدًا كالسيارة مثلًا، ولو عددنا المنافع التي قدمتها لنا السيارة فسنحتاج إلى آلاف الصفحات، لكن السيارة هي نفسها يستخدمها اللصوص للسطو على البنوك. جولتي الأخيرة في السوشال ميديا خرجت منها بحكايات عديدة، لكنني اخترت منها ما تسمح فيه المساحة. الحكاية الأولى لا أدري كانت حقيقية، ويبدو أنها ترجمت من الإسبانية. الحكاية تُظهر صراعات جماهير الأندية فيما بينها، يستغلون أي فرصة ليكملوا صراعاتهم خارج الملعب، فالمباريات لا تنتهي بعد صافرة الحكم. «مهما كان حظك سيئًا، فلن يكون أسوأ من حظ راؤول بيزوسس الذي ترك زوجته في المنزل وذهب مع عشيقته ليشاهد مباراة برشلونة. مخرج المباراة ترك 35 ألف متفرج، وترك هجمة خطيرة لبرشلونة، وركز كاميراته على راؤول وهو يقبل عشيقته، لتشاهده زوجته في المنزل خيانة زوجها على التلفاز وعلى الهواء مباشرة. خسر منزله ونصف أرصدته بالبنك بعدما استولت عليها زوجته بحكم القانون. وخسر برشلونة ذاك اللقاء، وأخيرًا خسر عشيقته لأنه أفلس. المغزى من القصة.. لا تشجع برشلونة أبدًا» آمل ألا يغضب جمهور برشلونة، فأنا برشلوني، وللأمانة.. لم أعد أتابع مباريات وأخبار برشلونة منذ رحيل ميسي، يبدو أنني كنت أشجع ميسي.
الحكاية الثانية منسوبة لسقراط، ولا يهم إن كانت حقيقية أو لم تكن، هناك الكثير من الحكايات والمقولات المنسوبة إليه، ومع ذلك لم يغضب سقراط ولم يشتكِ، لأنه رجل حكيم، وليس لديه الوقت ليقضيه في مراكز الشرطة وتبادل الشتائم مع الآخرين على صفحات السوشال ميديا «جاء لسقراط شخص يقول له بحماس شديد: هل تعرف ما سمعته أخيرًا عن أحد تلاميذك؟ أجابه سقراط: قبل أن تتكلم أريد أن أجري عليك اختبارًا بسيطًا وهو اختبار «مصفاة المثلث». سأله الرجل مندهشًا: وما هو هذا الاختبار العجيب؟ أجابه سقراط: هو اختبار يجب أن نجريه قبل أن نتكلم، سنبدأ في تصفية ما سوف تقوله. أول مصفاة اسمها الحقيقة. هل أنت متأكد أن ما ستقوله لي هو الحقيقة؟ قال الرجل لا لست متأكدًا، أنا سمعته من.. قال سقراط حسنًا، إذًا أنت لست واثقًا إن كان الأمر صحيحًا من عدمه. فلننتقل إلى المصفاة الثانية وهي مصفاة الخير. هل ما ستقوله لي هو للخير؟ أجاب: لا بل على العكس.. أكمل سقراط: حسنًا.. تريد أن تقول لي خبرًا سيئًا حتى وإن لم تكن متأكدًا من صحته؟ مع ذلك سوف نجرب المصفاة الأخيرة وهي مصفاة الفائدة. هل ما ستقوله لي سيعود علي بالفائدة؟ أجاب الرجل في خجل: لا.. ليس له فائدة. ختم سقراط الحديث بقوله: إذًا ما دام ما تريد أن تقوله لست متأكدًا من حقيقته، ولا هو للخير، وليس له فائدة، فلماذا تريدني أن أسمع… !؟». ترى ما الذي سيقوله سقراط لو أنه عاش في زمن الهاشتاق والترند؟