|


أحمد الحامد⁩
كلام في يورو 2024
2024-07-03
لماذا لا تكون اليورو لكرة القدم كل عام، لماذا تقام كل 4 أعوام، لماذا لا يكون عندنا فاصل ممتع من كل عام نستريح فيه من أخبار الحروب المقلقة، والصراعات التي لا تنتهي، وتنبيهات منظمة الصحة العالمية، واستيلاء الذكاء الاصطناعي على الوظائف. ماذا لو كانت حرب روسيا وأوكرانيا مباراة كرة قدم، تُستبدل الصواريخ بالكرات العالية، والمدافع بالتسديدات من خارج منطقة الجزاء، وقذائف الهاون بالتمريرات البينية. لقد أدمنت مباريات يورو 2024 لدرجة أني أؤجل كل شيء من أجلها، حتى مواعيد الأصدقاء جعلتها وقت المباريات، نشاهد ونشجع ونخمن الفائز ومن يسجل ومن لا يسجل. كرة القدم في عالم اليوم ليست فوز وخسارة، بل وقتًا مستقطعًا من ضغوطات الحياة ورتمها الذي لا تتوقف سرعته عن التزايد. هذه البطولة بالذات اكتشفت أني «غشيم» في كرة القدم، أو أصبحت غشيمًا، توقعاتي للمباريات معظمها خاطئة، وكل فريق أشجعه يخسر، وكل فريق لا أشجعه يفوز، ما زلت أشجع المنتخب الانجليزي، وأعلم منذ بداية البطولة أنه سيأخذني إلى دور الثمانية أو الأربعة، يرفع آمالي، وعندما يتراءى لي لمعان الكأس، يقوم بإيقاظي من الحلم. المنتخب السويسري وصل لدور الثمانية بجدارة، ربما هذه المرة يستطيع أن يخطو للأمام، ربما هذه المرة يقترب من سمعة الساعات السويسرية التي لم تضاهيها صناعة سويسرية أخرى، ولا فريق رياضي سويسري. الإسبان والألمان في نهائي مبكر، وأكبر محلل كروي لن يستطيع ترجيح كفة على أخرى، الإسبان «حريفة» والألمان أقوياء لا يستسلمون، ومسألة خروجهم من على أرضهم ستبقى في ذاكرة الجماهير طويلًا. الهولنديون يفوزون، لكن لا اجتماع على أنهم يقدمون مستوى يرشحهم للبطولة، لغاية الآن على الأقل، حتى الفرنسيين لم يقدموا ما يضمن لهم الوصول للنهائي. مبابي ليس في أفضل حالاته، والبقية عاديون، أو ظهروا عاديين، منتخب فرنسا يفوز، لكنه المرشح للخسارة إذا ما واجه الإسبان أو الألمان. منتخب البرتغال سيختبر في مواجهة فرنسا، وإذا ما فاز فإنه فعلًا يستحق العبور، لكني لا أراه حاملًا للكأس. مع أني قلت عن نفسي بأني «غشيم» كرة قدم بسبب سوء توقعاتي في يورو 2024، إلا أن ذلك لم يمنعني من الكلام وعن تخميناتي، لأنها اللعبة التي تسمح للجميع بالتحدث عنها رغم أخطائهم، يكفي أنهم يحبونها.