|


مسرح نهائي اليورو.. صممه مارخ.. عمره 88 عاما.. واحتضن مونديالين

مدرجات الملعب الأولمبي في برلين قبل نهائي أوروبا، الأحد (أرشيفية)
الرياض ـ الرياضية 2024.07.13 | 02:20 pm

فوق عشب طبيعي يكسو أرضية الملعب الأولمبي في برلين، العاصمة الألمانية، وأمام مدرجات ينتظر اكتظاظها بأكثر من 70 ألف متفرج، سيتنافس المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم ونظيره الإسباني، الأحد، على حصد لقب كأس أوروبا «يورو 2024».
ويحتضن الملعب الموقعة النهائية قبل نحو أسبوعين من حلول الذكرى السنوية الـ 88 لافتتاحه بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية «برلين 1936».
ودخلت المنشأة التي يبلغ عمرها نحو نصف قرن، وصمّمها المعماري الألماني فيرنر مارخ، وكلفت آنذاك 43 مليون مارك، على لائحة استضافة الأحداث الكروية الكبرى، عندما اختيرت ضمن المواقع المستخدمة في كأس العالم 1974 على أراضي بلادها.
واستعدادًا لذلك، أغلقت أبوابها، وتعرضت لأعمال تطوير، أهّلتها لاحتضان ثلاث مباريات في المونديال، كان المنتخب التشيكي قاسمًا مشتركًا بينها، وواجه خلالها الألمانيتين الشرقية والغربية وأستراليا، ضمن دور المجموعات.
وبلغ أكبر تعداد للحضور 81 ألفًا و100 مشجع شاهدوا المباراة، التي فازت فيها ألمانيا الغربية على تشيلي بهدف دون رد.
ويفوق ذلك العدد الحد الأقصى لسعة الملعب حاليًا، التي تقلّصت إلى 74 ألفًا و475 مشجِّعًا، بموجب تعديلات أجريت له قبيل كأس العالم 2006 في ألمانيا.
ويمثِّل ذلك المونديال ثاني حدث كروي دولي يشارك فيه الملعب، وهذه المرة بلغت حصته ست مباريات، منها أربع ضمن دور المجموعات، إضافة إلى اثنتين في المراحل الإقصائية، بينهما الموقعة النهائية، التي تغلب فيها المنتخب الإيطالي على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح.
وتحظى تلك المباراة بشهرة واسعة لطرد النجم الفرنسي العالمي زين الدين زيدان، خلال أحداث الوقت الإضافي الثاني منها، نظير «نطحة» بالرأس وجَّهها لصدر ماركو ماتيراتزي، مدافع إيطاليا.
وعندما استضافت ألمانيا كأس العالم للسيدات عام 2011، افتُتحت البطولة بمباراة بين صاحب الأرض وكندا على الملعب الأولمبي، ومثّل ذلك نصيبه الكلي من البطولة.
وبعد أربعة أعوام، اختاره الاتحاد الأوروبي لاستضافة نهائي دوري الأبطال، الذي حسمه برشلونة الإسباني على حساب يوفنتوس الإيطالي بنتيجة 3ـ1.
وفي كأس أوروبا الجارية، بدأ المنتخب الإسباني مشواره بإسقاط كرواتيا 3ـ0 على أرض الملعب، الذي استضاف لاحقًا أربع مباريات أخرى، منها اثنتان للنمسا أمام بولندا وهولندا، ضمن مرحلة المجموعات، وواحدة بين إيطاليا وسويسرا في ثمن النهائي، وأخرى جمعت تركيا وهولندا لحساب دور الثمانية.
وبالمباراة النهائية، ستصل حصة الملعب في البطولة القارية إلى ست مباريات على غرار حصيلة استضافاته في كأس العالم 2006.
ويظلّل الملعب سقف يحمله 20 عمودًا داعمًا، بارتفاع 68 مترًا فوق مقاعد المدرجات، يتكون من ألواح شفافة تسمح بتدفق ضوء الشمس خلال النهار.
وتحتوي المنشأة على 113 منصة لكبار الشخصيات، ومجموعة من المطاعم، ومرآبين يتسعان لـ 630 سيارة.
ومن أبرز مرافقها حديقة «مايفيلد»، التي استخدمت في البداية لمنافسات الجمباز، واحتضنت مسابقات الفروسية خلال أولمبياد 1936، وأصبحت منذ 2012 موطنًا لنوادي الكريكيت في برلين.
وإلى جانبها برج الجرس، المزروع عند الطرف الغربي للمدرجات بارتفاع 77 مترًا، ومن قمته يمكن رؤية مدينة برلين بأكملها، ويستخدم في الأحداث المهمة مركزًا للمراقبة من قبل الإداريين ومسؤولي الشرطة والأطباء ووسائل الإعلام.
وتستقبل المنشأة متعدّدة الاستخدامات منافسات لألعاب القوى، وأشهرها بطولة العالم عام 2009، التي شهدت تحطيم الجامايكي الأيقوني يوسين بولت الرقم القياسي لسباق العدو 100 و200 متر.
والملعب هو الأرض الرسمية لفريق هيرتا برلين، ويستضيف على فترات مباريات للمنتخب الألماني الأول، ولجأ إليه أيضًا فريق «يونيون»، قطب العاصمة الآخر، أثناء مشاركته في بطولة دوري المؤتمرات الأوروبي 2021ـ2022 و2022ـ2024.