|


بينتو.. مربي الخيول.. فاحش الثراء.. وعاشق أليسون

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.07.18 | 05:20 pm

يشتهر في أوساط مربي الخيول مثل شهير يقول «الخيول تختبرك قبل أن تطيعك»، وهذا المثل الذي تربى عليه البرازيلي بينتو، حارس مرمى فريق النصر الأول لكرة القدم الجديد، بعد أن قضى طفولته في مزرعة والده التي تعنى بتربية الخيول قبل أن يجرفه تيار الساحرة المستدير في بلاد يهيم أهلها بعشق الكرة ويقرر أن يصبح أحد نجومها.
ولد بينتو في 10 يونيو 1999، في كورتيبا، عاصمة ولاية بارانا البرازيلية، حيث رائحة البن تنتشر في المدينة التي أسسها رواد الأعمال البريطانيون مطلع القرن العشرين لتصبح محطة نقل حبوب البن السمراء، مُطلقين عليها لوندرينا أي «لندن الصغيرة»، قبل أن تتحول المدينة بعد ذلك إلى أهم المراكز التجارية والسياسية والثقافية في شمال بلاد السامبا، هناك أيضًا حيث يعيش البرازيليون بمختلف عروقهم الإسبانية، الإيطالية، الألمانية، والإفريقية.
فتح بينتو الصغير عينيه على حياة حافلة بالرفاهية، منذ ولادته، وتربى وتعوَّد على حياة خاصة، عنوانها الترف، حيث ينفق ويصرف عليه والده الثري دون خشية من الفقر، وكان الوالد يحلم بأن يشاركه ابنه ذات الهواية وهي تربية الخيول في المزرعة الباذخة والاهتمام بها ورعايتها كعادة الأثرياء في شتى أنحاء العالم.
لكن في البرازيل التي يتعلم فيها الأطفال ركل الكرة بمجرد أن يحبوا على أيديهم، لم يكن أمام الطفل سوى أن يصبح لاعب كرة قدم، ليس فقط لكونه من البرازيل، بل لأن جميع رفاقه وأقرانه يحلمون بأن يصبحون نجومًا لامعين على غرار رونالدينيو ورونالدو ونيمار والبقية، على الرغم من أنه من عائلة ثرية فقدوته سيكون كاكا، النجم الشهير المنحدر من عائلة ثرية أيضًا.
خالف بينتو رغبة والده وقرَّر أن يصبح لاعب كرة قدم، يقول بينتو عن تلك المرحلة: «في عطلة نهاية الأسبوع، كنت ألعب مع فريق كمدافع، وأذهب إلى فريق آخر وألعب كلاعب وسط وهذا ما أكسبني مهارة اللعب بالقدم جيدًا، وخلال إحدى المباريات التي كانت أمام فريق أكاديمية أتلتيكو باراناينسي غاب حارس المرمى وتوليت الحراسة وحينها أدركت أن هذا هو مركزي الحقيقي».
تلقى بينتو بعد تلك المباراة دعوة من فريق أتلتيكو باراناينسي للالتحاق بصفوفه وبالفعل في سن التاسعة، بدأ الصبي التدريب في مدارس أتلتيكو. وفي عمر 14 عامًا وصل إلى الناشئين مرَّ بينتو بجميع فئات النادي، من أقل من 15 عامًا إلى الشباب، حتى تم ترقيته إلى الفريق الأول عام 2020.
كان بينتو الحارس الثالث للفريق الأول لكن الأقدار شاءت أن يتعرض الحارسان الأساسي والاحتياط إلى إصابة قبل مواجهة حاسمة أمام ريفر بليت الأرجنتيني الذي كان تحت قيادة مارسيلو جاياردو، مدرب الاتحاد السابق، في دور الـ16 من منافسات بطولة كوبا ليبرتادوريس، التي ظهر فيها للمرة الأولى أمام الجماهير ضد خصم من أكبر فرق القارة وتألق في المواجهة وتصدى لركلة جزاء وتلقى إشادة جاياردو عقب المباراة بعد أن حرم فريقه من الانتصار.
أخذت مسيرته منحنى آخر، بعد تألقه في المواجهة الكبيرة أمام ريفر بليت، على الرغم من خروج فريقه إلا أن جماهيره لم تنسَ بسالته وبراعته في الذود عن مرماه ضد الفريق المدجج بالنجوم وحامل اللقب القاري، ليسطر التاريخ في غضون أقل من 3 أعوام ويصبح الحارس الثاني في المنتخب البرازيلي خلف قدوته أليسون بيكر، حارس ليفربول الإنجليزي.
يتمنى بينتو أن يسير على خطى قدوته أليسون بيكر ويصبح الحارس الأول في المنتخب البرازيلي بعد أن كافح في سبيل أن يصبح نجمًا مهمًا ولامعًا في بلاده وهو ما تحقق له بالفعل وبدأت العروض الاحترافية تنهال عليه وتتسابق الفرق العالمية إلى خطب وده وفي مقدمتها فريق إنتر ميلان الإيطالي قبل أن يقرر الاتجاه إلى الرياض العاصمة السعودية وارتداء قميص النصر الذي قدَّم عرضًا لا يمكن رفضه حتى وإن كان ابن الأثرياء.