يستنهض البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، همّته كي يواصل مشواره على الخطوط الفنية مع إتمامه، الأربعاء، عقده السابع من العمر، وبلوغه حاجزًا لا يستمر بعده مدرِّبو الأندية عادةً في الملاعب إلا قليلًا.
وعاش مدرب الهلال لحظاته الأولى في مدينة أمادورا، شمال غربي لشبونة، عاصمة بلاده، التي وُلِد فيها 24 يوليو 1954، بينما سيحتفل بإتمامه 70 عامًا، على أرض النمسا، مقر تحضيرات الأزرق الحالية للموسم المقبل.
وجال البرتغالي على أندية عدة خلال مسيرته الاحترافية في سبعينيات وثمانينيات القرن الميلادي الماضي، وطوى هذه الصفحة بحلول العام 1990.
وفور اعتزاله، بدأ مسيرة تدريبية وصلت، برفقة الهلال، إلى عامها الـ 34، محوِّلة اللاعب الشاب الذي اعتزل بعمر الـ 36، إلى عجوز سبعيني فقد جسده الكثير من حيويته، لكن رأسه المكسوّة بالشيب لا تزال خصبة بالأفكار.
والصامدون من مدربي الأندية حاليًا بعد تخطيهم حاجز السبعين، قليلون، ومنهم في الدوريات المهمّة فقط التشيلي مانويل بيليجريني، مدرب ريال بيتيس الإسباني.
ويَكبُر بيليجريني نظيره جيسوس بنحو عشرة أشهر، وقد أتمّ في 16 سبتمبر الماضي 70 عامًا، ورغم ذلك لا يزال يمارس عمله شبه اليومي مع أصحاب الرداء الأخضر والأبيض «لوس فيردي بلانكوس».
وفي أعلى سبعة دوريات آسيوية تصنيفًا، السعودي والإماراتي والياباني والقطري والكوري الجنوبي والصيني والإيراني، لا يوجد أي مدرب غير جيسوس، عمره 70 عامًا، بحسب موقع «ترانسفير ماركت» الإلكتروني الكروي.
وأكبر اسم بعده هو الصربي ميهايلو بيتروفيتش، مدرب فريق هوكايدو كونسادول سابورو الياباني، البالغ من العمر 66 عامًا.
أمّا في أوروبا فالأكبر حاليًا بعد بيلجريني، هو الإيطالي جيان بييرو جاسبريني، مدرب فريق أتلانتا في بلاده، والبالغ بدوره من العمر 66 عامًا.
وعلى صعيد دوريات إفريقيا الأعلى تصنيفًا، يعد المصري طلعت يوسف، مدرب فريق مودرن فيوتشر، رابع الموسم الجاري من دوري بلاده، الأكبر سنًا بـ 69 عامًا وستة أشهر.
أما مدرّبو الأندية في دوريات الأمريكتين الشمالية والجنوبية الأهمّ، فيتصدرهم عمرًا المكسيكي فيكتور مانويل فوسيتيتش، الذي يقود الجهاز الفني لفريق مازاتلان في بلاده مع بلوغه 69 عامًا يونيو الماضي.
وعادةً ما يتوقف مدربو الأندية، طوعًا أو كرهًا، عن المهنة، التي تتطلب مجهودًا شاقًا على المستويين البدني والذهني بحسب تعبيرهم، مع توغلهم في السبعينيات.
ويمثّل الإسكتلندي أليكس فيرجسون دليلًا دامغًا على ذلك، عندما قرَّر التنحّي عن تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي، صيف 2013، على الرغم من تحقيقه آنذاك لقب الدوري الممتاز «بريميير ليج»، متعللًا برغبته في قضاء وقت أطول مع زوجته، التي توفيت أكتوبر الماضي، وفاءً بوعد قطعه لها سلفًا، وكان وقتها في الـ 71 من عمره.
ورغم شيوع تكهّنات بين الحين والآخر عن عودته لانتشال الفريق من عثراته، ظلّ «السير» الإسكتلندي متشبثًا بقرار الاعتزال.
وقبل شهرين، أعلن المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، مفجّر معجزة فوز فريق ليستر سيتي الإنجليزي بلقب البريمييرليج 2016، اعتزاله المهنة، وهو في الـ 72 من عمره، بعدما اطمأن على بقاء كالياري، أحد أندية بداياته التدريبية، في دوري بلاده.
ولا يُعرف ما إذا كان سيتمسّك هو الآخر باعتزاله، مثل فيرجسون، أم سيكسر قراره رضوخًا لنداء العاطفة من أجل إنقاذ أحد أنديته السابقة، مثل الإنجليزي روي هودسون، الذي عاد لتدريب كريستال بالاس مارس 2023 بعد نحو عامين من التوقف، وأيضًا الألماني يوب هاينكس عندما ارتدى ملابس التدريب مجددًا، طاويًا عزلة 4 أعوام، استجابةً لنداء بايرن ميونيخ في 2017.
وعند عودتهما، كان هودسون في الـ 75 من عمره، وهاينكس يزحف نحو إتمام عامه الـ 73.
في المقابل، توجد نماذج أخرى لمدربين سبعينيين أجبروا على الاعتزال دون قرار رسمي، لانفضاض العروض من حولهم، مثل الإيطالي جيوفاني تراباتوني، الذي أعلن، في 2015، انتظار طارق جديد، على الرغم من تخطيه آنذاك 75 عامًا، وطال انتظاره، ولا يزال.