|


سيدني.. بطلة الثانوية.. ابنة العدائين.. ومحطمة الأرقام

لوس أنجليس ـ الفرنسية 2024.07.25 | 05:03 pm

منذ اللحظة التي تأهلت فيها لأوّل أولمبياد في مسيرتها وهي طالبة في المدرسة الثانوية في الـ 16 من العمر، بدأ مشوار العدّاءة الأمريكية سيدني ماكلافلين-ليفرون في تحطيم الأرقام التاريخية.
لأكثر من ثلاثة عقود منذ أن أصبحت العداءة السوفياتية مارينا ستيبانوفا أول امرأة تُنهي سباق 400 متر حواجز في أقل من 53 ثانية في عام 1986، كان عالم ألعاب القوى يتساءل متى سيتم تحطيم حاجز الـ 52 ثانية.
ومع ذلك، في غضون بضعة مواسم، تخطّت ماكلافلين-ليفرون هذا الرقم الذي صمد طويلًا، معيدة تعريف ما هو ممكن في لعبتها.
في عام 2021، سجَّلت رقمًا قياسيًّا عالميًّا بزمن 51.90 ثانية في التجارب الأولمبية الأمريكية في يوجين، أوريجون، لتصبح أول امرأة تجتاز حاجز الـ52 ثانية.
تبعت ذلك بتقليص زمنها القياسي بمقدار 0.44 ثانية عندما فازت في أولمبياد طوكيو بزمن 51.46 ثانية.
وفي عام 2022، حسّنت هذا الرقم في التجارب الأمريكية في يوجين بزمن 51.41 ثانية، قبل أن تسجّل زمنًا مذهلًا قدره 50.68 ثانية في طريقها إلى الفوز في بطولة العالم بعد شهر.
بعد أن جرّبت سباق 400 م من دون حواجز في 2023، عادت ماكلافلين- ليفرون إلى تخصصها هذا الموسم في تحطيم الأرقام القياسية.
حجزت مكانها في باريس برقم قياسي عالمي آخر في التجارب الأولمبية الأمريكية الشهر الماضي، حيث أنهت السباق بزمن 50.65 ثانية في أداء بدا مفاجئًا حتّى بالنسبة إليها.
قالت بعد فوزها «لم أكن أتوقع ذلك. أنا فقط مندهشة، مرتبكة ومصدومة».
كان هذا النوع من الأداء الذي يوحي بأن ماكلافلين-ليفرون مستعدة تمامًا لكتابة سطورٍ جديدة في التاريخ خلال أولمبياد باريس، حيث يمكن أن تصبح أول امرأة تدافع بنجاح عن لقب 400 م حواجز.
من المرجّح أن تواجه تحديًا قويًّا من الهولندية فيمكي بول، التي فازت بالذهبية في بطولة العالم العام الماضي في بودابست في غياب الأمريكية المصابة، وأصبحت ثاني امرأة تجتاز حاجز الـ 51 ثانية.
لكنّ ماكلافلين-ليفرون تُظهر أفضل أداء لها عندما تواجه تحديًا من منافِسة قوية، مشيرةً إلى منافستها الأولى مع بطلة أولمبياد 2016 مواطنتها دليلة محمد كمصدر دفعها إلى تحقيق إنجازاتٍ أعلى.
قليلون سيراهنون ضد ماكلافلين-ليفرون في الحفاظ على لقبها الأولمبي في فرنسا في 8 أغسطس، بعد يومٍ واحد من عيد ميلادها الـ 25.
ستدافع الأمريكية إضافة إلى اللقب عن سلسلة انتصاراتها التي استمرت خمسة أعوام في لعبتها. خسارتها الأخيرة جاءت في سباق 400 م حواجز في نهائي بطولة العالم 2019 في الدوحة، بعدما تفوّقت زميلتها دليلة محمد عليها.
وُلدت ماكلافلين-ليفرون في نيوجيرزي عام 1999، وكانت ألعاب القوى تجري في عروقها.
والدها، ويلي ماكلافلين، وصل إلى نصف النهائي في سباق 400م في التجارب الأمريكية لأولمبياد 1984، بينما كانت والدتها ماري عداءةً ناجحةً في سباق 800م.
في صغرها، شاهدت ماكلافلين-ليفرون أولمبياد بكين 2008، ومثالها الأعلى مواطنتها أليسون فيليكس، وقرَّرت أنها ستكون موجودة يومًا ما على المسرح الأولمبي.
بعد تأهلها إلى الأولمبياد كمراهقة في 2016، استمر تقدمّها بثبات قبل أن تحقق لقبها الأولمبي في عام 2021، حيث تطوّر مستواها بسرعة بعدما عملت مع المدرب الجديد بوبي كيرسي في 2020.
في طوكيو، أضافت ذهبية أخرى بعد أن كانت جزءًا من فريق التتابع 4 مرات 400م، حيث ركضت في فريقٍ يضمّ فيليكس.
وقالت ماكلافلين-ليفرون عن ميداليتها الذهبية في 2021 «منذ أن كنت في الثامنة من عمري، كان هذا شيئًا كنت أتطلع إلى تحقيقه، ولأن يتحقق أخيرًا، فإن هذا شعور وكأن ثقلًا قد أُزيل عن كاهلي».
في حال فوزها في أولمبياد باريس، سترتفع حظوظها أكثر بالفوز بميدالية ذهبية ثالثة على التوالي في لوس أنجليس 2028. على الرغم من أن الأولمبياد في الولايات المتحدة يبقى بعيدًا، فإن ابنة البلد تقول إنها ترى نفسها تشارك بعد أولمبياد الصيف الجاري.