|


حاتم خيمي
فات الميعاد بدأ الأولمبياد
2024-07-25
مع بداية الأولمبياد الصيفي تتأهب كل دول العالم للحصول على ميداليات لتدب فرحة عارمة كل البلاد، خاصةً الدول التي نادرًا ما تحقق ميداليات، فالفرحة تكون أكبر، وحبذا لو كانت ذهبية ليُعزف النشيد الوطني ودموع الفرح تنهال من البطل بمتابعة العالم كله. تحقيق الميداليات يحتاج إلى عمل كبير، ووقت طويل، فمن وصل دون ذلك نقول له «فات الميعاد»، فمثل هذه الإنجازات لا تأتي من فراغ أو بالفهلوة، وعليك دائمًا أن تقارن نفسك بمن هو أفضل منك وليس أسوأ حتى لا توهم نفسك أو توهم الآخرين بأنك ناجح!. عشرة لاعبين ولاعبات نشارك بهم في باريس، وهو عدد قليل جدًا، ولكن نتمنى أن يتغلب الكيف على الكم ولكن يبقى الأمر صعبًا. كرة القدم رغم أنها لا تعتبر بتلك الأهمية في الأولمبياد إلا أنني كنت حزينًا قبل أمس وأنا أشاهد فرقًا آسيوية وعربية في غياب منتخبنا. منتخبات أقل منا إمكانيات تفوز وتبدع، فالمغرب وما يفعله في عالم كرة القدم يدعو للفخر والانبهار، والعراق يشارك ويبدع ويهزم أوكرانيا، وغيرهما من الدول التي تنجح بميزانيات لا تُذكر. لا ألغي أبدًا الجانب المادي، ولكن مهما دفعت من أموال فلن تنجح في غياب الفكر. فالكثير من الدول الفقيرة وفي مختلف الألعاب تحصد الميداليات، والمساحة هنا لا تتسع لذكرهم. أربع ميداليات حققناها عبر تاريخ الألعاب الأولمبية، أبطال أدمعنا معهم فرحًا وهم يعتلون المنصات، هادي صوعان فضية 400 متر حواجز في سيدني 2000، وخالد العيد في الفروسية في سيدني أيضًا، وبرونزية في لندن 2012 لفريق الفروسية المكون من الأمير عبد الله بن متعب ورمزي الدهامي وعبد الله شربتلي وكمال باحمدان، لا شك أن العدد قليل جدًا لدولة عظيمة كالمملكة العربية السعودية، ولكن لا بأس فالقادم نتمنى أن يكون أجمل بعون الله بشرط العمل والتخطيط السليم الإبداعي في ظل الدعم الكبير وغير المسبوق من حكومة مولاي خادم الحرمين حفظه الله و سمو سيدي ولي العهد نصره الله. لا بد أن نستغل هذه الفترة الذهبية لتحقيق الإنجازات. من أهم عوامل النجاح بل أهمها هو اختيار الكفاءات خاصة المناصب القيادية كرؤساء الاتحادات والأعضاء، وأيضًا أكاديمية مهد التي اعتبرها أحد الأفكار العبقرية لبناء الأبطال ومن يقودها ومن يجب أن يعمل بها، فالمملكة حفظها الله هيأت وتهيئ كافة الظروف التي تساعد على النجاح، ويبقى المنفذون لكل ذلك، لهذا يجب التدقيق والاهتمام والتركيز على اختيار القادرين بفكرهم على تحقيق الإنجازات، وإلا سوف يضيع المال والجهد والوقت هباءً، فالاتحادات الحالية كلها أو معظمها بحاجة إلى تغيير. أتمنى من سمو وزير الرياضة المحبوب الأمير عبد العزيز وهو رجل رياضي ويعرف قيمة الرياضيين الحقيقيين وفكرهم وأهمية آرائهم، أتمنى ونحن نقترب من انتخابات الاتحادات الرياضية التي ستكون بعد الأولمبياد، أن تكون هناك اجتماعات بالرياضيين في مختلف الألعاب الجماعية والفردية الذين عُرِف عنهم الفكر العالي للوصول إلى أسماء قادرة على التخطيط رياضيًا وإداريًا لتقود الاتحادات، أعلم أنها عملية انتخابات ولكن لا بأس أن يتم اختيار قوائم قوية تدخل الانتخابات وتتنافس، ولا ننتظر فقط أن واحدًا «يجي برأسه أنه يصير رئيس اتحاد» وهو لا يفقه شيئًا، فيصبح رئيسًا، وبالتالي يكون الفشل، ولا أعتقد أن أحدًا يتمنى ذلك!.