|


كايليا.. مراهقة جزائرية صدمها الطبيب.. وتبحث عن المجد

باريس ـ الفرنسية 2024.07.27 | 05:09 pm

وُلِدَت في فرنسا لأب جزائري وأم فرنسية، وترعرعت فيها، ودافعت عن ألوانها حتى 2022، قبل أن يدفعها تعنّت طبيب اتحاد الجمباز إلى العودة لحضن بلدها الأم. إنها كايليا نمور، ابنة الـ 17 عامًا، التي ستكون أمل الجزائر بإمكانية إحراز ميدالية تاريخية في هذه الرياضة خلال أولمبياد باريس 2024.
توجد نمور على أرض مسقط رأسها، باحثة عن التألق، بجانب نجمات كبيرات، وفي مقدّمهن الأسطورة الأمريكية سيمون بايلز، وهي «سعيدة جدًا بتمثيل الجزائر في حدث مرموق مثل الأولمبياد»، وفق ما نقلت عنها الأسبوع الجاري وسائل الإعلام المحلية، مضيفةً: «لقد فزت بالفعل بألقاب عديدة في مختلف بطولات العالم، وهذا ما سيمنحني دفعة قوية للمستقبل، وتحقيق الأفضل، ولِم لا، في أولمبياد باريس 2024».
قصة نمور، التي ترى أن قوتها الأساسية هي «ممارسة الجمباز بسهولة... أشعر بالجمباز بتحركاتي وجسدي»، وفق ما نقل عنها الاتحاد الدولي للعبة، غير عادية، إذ كان من المفترض، بحسب مسار الأمور، أن تمثّل فرنسا في ألعاب باريس 2024: «بما أنها تمرنت في فرنسا وعاشت دائمًا هنا، وكنت أفضل أن تكون معنا في الفريق الفرنسي، لكن هذا الأمر لم يحصل»، بحسب تصريح سابق لجيمس بلاتو، رئيس الاتحاد الفرنسي للعبة.
بدأت قصة الانشقاق حين دخل ناديها آفوان بومون في صراع مع اتحاد اللعبة في فرنسا بعد خضوع نمور لجراحة في الركبتين عام 2021.
وبعد عملية طويلة للوصول إلى مرحلة التعافي، منحها طبيب النادي الضوء الأخضر للعودة إلى المنافسات، لكن الاتحاد الفرنسي عارض ذلك، لتبدأ المشكلة، التي أوصلتها في النهاية إلى تمثيل الجزائر.
برّر بلاتو موقف اتحاده بالقول: «كانت هناك مشكلة في فترة ما، لأن هذه الرياضية كانت مصابة. إصابتها كانت خطيرة، وكانت هناك حاجة لمراقبة تطوّرها»، مضيفًا: «فهمنا أن النادي لا يريد أن تكون هناك هذه السيطرة، وأن تكون تحت رقابة الاتحاد، لذلك فضّلوا تغيير البلد».
وأضاف: «كلٌّ يتحمّل مسؤولية قراراته. لكننا على أي حال في مكاننا الصحيح»، عادًا أن القرار كان لمصلحة الرياضية، وليس أي شيء آخر.
وبعد نيلها الفضية العالمية في بلجيكا، قالت نمور ردًا على سؤال عما إذا كان هناك شعور بالانتقام بعد كل الذي اختبرته: «حققت هذه الميدالية من أجلي، من أجل مدربي، عائلتي... إنها من أجلي وليس من أجل أي شيء آخر سوى نفسي».
تحصلت نمور على الضوء الأخضر من قبل الاتحاد الدولي للجمباز لحمل قميص الجزائر في 2022، غير أن فرنسا اعترضت على هذا القرار، ما اضطرها للابتعاد عن أجواء المنافسات لفترة عام كامل.
وتنصّ لوائح اتحاد الجمباز أن على الرياضي المعني عدم تمثيل أي منتخب لفترة عام كامل في حالات تغيير الجنسية، وذلك في حال عدم حصول اتفاق متبادل بين جميع الأطراف بخصوص هذه المسألة.
وما حصل في حالة نمور أن الاتحاد الفرنسي للجمباز رفض منح موافقته على تمثيلها الجزائر.
وبعدما باتت هذه المسألة خلفها، ستكون نمور «مصمّمة على الفوز بذهبية العارضتين مختلفتي الارتفاع في باريس»، بحسب مدربها مارك شيريلسينكو، الذي أضاف: «تدرك تمامًا أن الجميع يقف خلفها، بدءًا من عائلتها وأقرب أصدقائها ومحيطها في الجزائر وخارجها».
وقالت كايليا نمور: «بعد أعوام عديدة من التحضيرات للموعد الأولمبي، سيكون الهدف حتمًا تتويجي وتتويج الجزائر بالميدالية الذهبية. الجزائر فتحت لي أبوابها بحفاوة. أريد حجز مقعدي بين كبار رياضة الجمباز في العالم».