|


خالد الربيعان
السعودية وصاحب الوجهين
2024-07-28
هل انتصرت الفيفا للسعودية؟ هذا السؤال وجدت إجابته في التصريحات الأخيرة لرئيس الاتحاد الدولي جيانى إنفانتينو بشأن ضخ 2 مليار دولار في تطوير كرة القدم خلال العامين المقبلين في اتحادات الأعضاء، وهذا يمثل زيادة تقريبًا سبعة أضعاف في استثمار تطوير كرة القدم مقارنة ببرامج التطوير المعمول بها قبل عام 2016.
السعودية لاقت هجومًا حادًا في الفترة الأخيرة من الاتحاد الأوروبى بشأن ضخ العديد من الأموال لتطوير منظومة الرياضة، خاصة كرة القدم، وهذا ما يفعلونه الآن وجعلني على يقين تام أن الاتحاد الأوروبى يسير بمبدأ صاحب الوجهين.
لقد بحثت في الأيام الماضية أن استثمارات «فيفا» ارتفعت منذ انتخاب إنفانتينو رئيسًا في 2016 إلى 5 مليارات دولار، وهذا مبلغ ضخم للغاية.
كما تعهد إنفانتينو أمام القمة الدولية من أجل الرياضة لتحقيق التنمية المستدامة المنعقدة في باريس أن تتضمن الاستثمارات مشاريع مثل مخطط «فيفا» لتطوير المواهب من خلال بناء 75 أكاديمية، والتعهد بإنشاء 1000 ملعب صغير لكرة القدم حول العالم، وبرنامج «فيفا فوروارد»، وهذا ما نفعله في السعودية ويؤكد لي أن رؤية صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، كانت ثاقبة وصحيحة بعد أن شهد السوق السعودي نموًا كبيرًا خلال السنوات الخمس الماضية، بمعدل نمو قدره 8 % سنويًّا، ليصل حجم مساهمة المملكة بنهاية عام 2024م إلى نحو 3.3% من إجمالي السوق العالمي.
رئيس الفيفا اعترف أيضًا بفضل الحوكمة المالية المحكمة، ووصفها بالطريق الصحيح لتجاوز هدفها المالي البالغ 11 مليار دولار أمريكي لدورة «2023ـ2026»، وهذا ما جعله يتعاون مع بنك يو بي إس جروب لجمع مليار إلى 2 مليار دولار لتوسيع الخدمة، التي تستهدف في الغالب المستثمرين الماليين من الولايات المتحدة والشرق الأوسط.
بالفعل باتت السعودية لاعبًا محوريًّا في العديد من الرياضات، بالرغم انتقادات جماعات حقوق الإنسان ضد ما أسمته «الغسيل الرياضي» لسمعة المملكة، إلا أن «السعودية ترغب في زيادة فضول العالم حيالها» من خلال الاستثمار الناجح في الرياضة، فسمعة الرياضة السعودية أصبحت عالمية بعد وجود أكبر الأسماء العالمية في روشن، وهذا ما تسير عليه الفيفا الآن.