|


كوكو.. غضب ودموع في باريس.. والاعتذار لا يفيد

الأمريكية كوكو جوف تذرف الدموع خلال سجالها مع حكم مباراتها أمام الكرواتية دونا فيكيتش (أسوشيتد برس)
الرياض ـ بهاء الدين فرح 2024.07.30 | 09:09 pm

لم يكن من المفترض أن يكون الأمر على هذا النحو.. ولكن عندما بدأت العجلة تدور في رولان جاروس، ارتفعت الحرارة إلى ما بين 34ـ36 درجة مئوية، وانطفأت شعلة نجمة التنس الأمريكية كوري ديون، الشهيرة بـ «كوكو جوف»، وتبخر حلم الذهب الفردي في أول ظهور لها بالألعاب الأولمبية.
قبل خمسة أعوام أعلنت كوكو، البالغة من العمر آنذاك 15 عامًا، عن نفسها في ويمبلدون حينما أقصت مواطنتها فينوس ويليام، المتوجة باللقب خمس مرات، من الدور الأول، قبل أن تفوز بمباراتين أخريين.. الآن وبعد كل هذه المدة أصبحت كوكو واحدة من أكثر النجوم شهرة في رياضة التنس، بعد أن فازت بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في 2023، مما جعلها أول مراهقة أمريكية تفوز بلقب رئيس منذ سيرينا ويليامز في 1999.
كوكو، المصنفة الثانية عالميًا، التي جمعت 15 مليون دولار من جوائز التنس، وحاملة العلم الأمريكي في الأولمبياد، حملت مضاربها إلى باريس بثقة كبيرة، إلا أنها تبخرت عند عتبة الدور الثالث، أمام الكرواتية المغمورة دونا فيكيتش، التي تكبرها بثمانية أعوام، لكن ليس كل ما يحلم به الإنسان يتحقق.
على ملعب فيليب شاترييه، كانت كوكو تغلي من الغضب، وهي ترى الأمور تفلت من بين يديها، ربما بفعل الحرارة العالية، لكن بكل تأكيد كان السبب عناد منافستها في الدور الثالث دونا فيكيتش، والتي أصبحت أول كرواتية تصل إلى دور الثمانية بفردي السيدات في الألعاب الأولمبية منذ إيفا ماجولي في 1996.
وعلى الرغم من البداية الواعدة للأمريكية اليافعة، وتقدمها في المجموعة الأولى 5ـ2، إلا أن فيكيتش، المصنفة رقم 13 عالميًا، قلبت الأمور رأسًا على عقب، وعادت من بعيد لتحسم المجموعة لصالحها 7ـ6 بفضل ضرباتها الخلفية القوية.
لكن إحباطات كوكو وصلت إلى نقطة الغليان في المجموعة الثانية عندما بدأت تفقد النقاط، فصبت جام غضبها على الحكم الإسباني بعد قرار مثير، ودخلت معه في مشادة كلامية استغرقت 10 دقائق، كان الجمهور المحتشد في الملعب يطلق خلالها صافرات الاستهجان ويطالبها باستئناف اللعب، وهو ما حدث لكن وهي تردد: «أنا أتعرض للغش».
بالكاد كان لدى كوكو الوقت الكافي لتفجير قوتها والعودة من جديد، حيث كان عليها استعادة أنفاسها لمباراتها في زوجي المختلط، في غضون ساعات قليلة مع تايلور فريتز.
في الجانب الآخر كانت فيتش، هادئة الأعصاب، وتدرك أن الأمور خرجت عن سيطرة كوكو بعد أن رأت دموعها تنهمر، وأن عليها أن تستثمر ذلك وتنهي المباراة بأقل مجهود، وهو ما حدث فحسمت الشوط الثاني والمباراة 6ـ2.
«كل شيء ضبابي»، عبارة قالتها كوكو، بكلمات أقل من المعتاد لمعظم وسائل الإعلام، وهذا أمر مفهوم، قبل أن تضيف لموقع olympics.com: «أتطلع للعب الزوجي وهذا كل ما أركز عليه الآن».
كوكو رفضت إلقاء اللوم على ما حدث مع الحكام في خسارتها لكنها أصرت، على أنه كان يجب إعادة النقطة، مثار الجدل: «يجب أن تكون هناك مراجعة فيديو في التنس لأن هذه النقاط مهمة.. بعد ذلك يعتذرون، لكن الاعتذار لا يساعدك بمجرد انتهاء المباراة».
كوكو التي بدت غاضبة بشكل واضح من الطريقة التي انتهت بها المباراة بعد 1 ساعة و58 دقيقة، أوضحت لموقع Olympics.com: «في المجموعة الأولى أعتقد أنني لم أكن عدوانية بما يكفي.. كان لدي الكثير من نقاط كسب المجموعة.. لكني كنت سلبية للغاية في التعامل معها».
الآن ليس أمام النجمة الأمريكية، المتوجة بلقب بطولة أمريكا المفتوحة «2023» الآن سوى التركيز على منافسات الزوجي المختلط وزوجي السيدات، لعلها تظفر بميدالية أو اثنتين، لا يهم، فبعد استبعادها من أولمبياد طوكيو 2020 بسبب إصابتها بفيروس كورونا، سيكون خروجها هذه المرة بخيبات الخسارة بطعم الحنظل، خاصة وأنها مرشحة لأن تكون سيرينا ويليامز الجديدة، الأسطورة الأمريكية المتوجة بـ 4 ميداليات ذهبية.
لكن ربما سيكون عزاء كوكو في نهاية اليوم أنها أكثر من مجر لاعبة تنس كما تصف نفسها في مقابلة مع موقع olympics.com: «التنس والألقاب تعني الكثير بالنسبة لي، لكن التأثير الذي تتركه على الناس يعني المزيد.. أريد فقط أن أعرف أنني تركت بصمتي على هذا العالم بطريقة ما، خارج الأشياء التي أفعلها في الملعب».
وتضيف: «أنا أكثر من مجرد لاعبة تنس.. أنا ابنة.. أنا صديقة.. أنا امرأة سمراء.. مواطنة أمريكية، أنا كل هذه الأشياء قبل أن أكون لاعبة تنس، لذلك أعتقد أنه إذا كان بإمكاني التأثير على العالم بطريقة ما فآمل أن يكون ذلك بطريقة إيجابية، وهذا يعني أكثر من ذلك بكثير».