|


الجندي.. هزم المرض صغيرا.. ودخل التاريخ

المصري أحمد الجندي يرفع علم بلاده احتفالًا بحصوله على الميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، ضمن منافسات أولمبياد باريس 2024 (رويترز)
الرياض ـ عبد العزيز حمد 2024.08.11 | 04:13 pm

اختار أحمد الجندي، لاعب المنتخب المصري للخماسي الحديث، ممارسة رياضة ليست لها شعبية كبيرة في بلاده، لكن تصدر المشهد بعد أن أصبح أول عربي يحقق الميدالية الذهبية في مسابقة الخماسي، ضمن أولمبياد باريس 2024.
عاش الجندي طفولة مختلفة عن أقرانه، وكانت والدته تصطحبه إلى نادي السباحة بتوصية من الطبيب من أجل تحسين تنفسه، لأنه كان يعاني من الحساسية، لكن ذلك لم يمنعه من ممارسة الرياضة بتشجيع من أسرته، التي عرفت بحبها للرياضة.
التحق الجندي في بداية مسيرته الرياضية بنادي الشمس، ومع مرور الأيام حصر اهتمامه وتركيزه على رياضة الخماسي، وعن ذلك يقول: «أعجبت والدتي بفكرة ممارسة خمس رياضات، وشجعتني».
والخماسي الحديث رياضة مركبة تتكون من خمس ألعاب، وهي: الرماية، وسلاح سيف المبارزة، والسباحة، والفروسية، واختراق الضاحية، وعرفت منذ اعتمادها في أولمبياد 1912 تغييرات عديدة.
وجرت مسابقات الخماسي الحديث خلال أولمبياد باريس على مدى زمني يمتد ساعة ونصف الساعة، وانطلق المشاركون في مسابقة فروسية لقفز الحواجز، ثم سيف المبارزة، تلاه سباق سباحة 200 متر حرّة، ووفقًا للوائح تتحوّل نتائج كل مسابقة إلى نقاط، وحسب الفوارق يتم تحديد انطلاق المسابقة الأخيرة وهي الجري لـ3000 متر يتخللها رماية بمسدّس الليزر من مسافة 10 أمتار.
والرياضي الأول، الذي يقطع خط الوصول ينال الميدالية، كما حصل مع الجندي، الذي دخل التاريخ، بعد أن بات أول إفريقي يحرز هذا اللقب، عقب حصوله على 1555 نقطة، متفوّقًا على الياباني تايشو ساتو «1542 نقطة»، والإيطالي جورجو مالان «1536 نقطة».
واجه الجندي، البالغ من العمر 24 عامًا، العديد من التحديات والصعوبات خلال مسيرته، أبرزها إصابته بخلع في الكتف قبل شهرين من بطولة العالم 2023، وهو الأمر الذي حدث معه أيضًا قبل أولمبياد طوكيو 2020، لكنه كان في كل مرة يتجاوز الصعاب، ويقدم نفسه بشكل مثالي، على غرار ما فعله في مدينة النور، حينما تصدر المسابقة من بدايتها حتى نهايتها، محاولًا عدم تكرار ما حدث قبل ثلاثة أعوام في العاصمة اليابانية، حين اكتفى بالميدالية الفضية.
وعن لحظاته قبل التتويج بالإنجاز الأهم في حياته، قال البطل المصري في تصريحات إعلامية: «كان هدفي من اليوم الأوّل عدم التأخر في السباق، كما حصل في طوكيو. وفقني الله من اليوم الأوّل في السلاح».
وأضاف الجندي: «في نصف النهائي، حصل موقف في الفروسية، لكن سيطرت على الحصان، وكان ذلك جرس إنذار لعدم التساهل. كان يومي موفقًا في الفروسية، والسباحة، وسباق الجري والرماية».
أهدى الجندي بلاده ذهبيتها الأولى في أولمبياد باريس 2024، محققًا إنجازًا احتفل به طويلًا، لأنه حسب تصريحاته: «الميدالية الذهبية تعني لي الكثير، لأني عانيت كثيرًا في آخر ثلاثة أعوام على الصعيدين الجسدي والذهني، بسبب الأوجاع والإصابات».