في أكاديمية نادي جينك البلجيكي لا يحلم الصغار هناك سوى بالسير على خطى أشهر لاعبين أنجبتهما، وهما تيبو كورتوا بالنسبة للحراس، وكيفن دي بروين من للاعبين، وكان غايتان كوكي، حارس مرمى فريق العروبة الأول لكرة القدم الجديد، أحد هؤلاء الصبية.
لم يتخيل الفتى الصغير، جامع الكرات، الذي كان يتفاعل مع الهجمات، ويطلق الآهات في جنبات ملعب «سيجيكا أرينا»، أن يبتسم له الحظ، ويصبح الحارس الأول للفريق، الذي كان يجمع الكرات في مبارياته، ويحمي عرينه ضد لاعبين عالميين، كان يراهم أمامه، ويأمل بأن يلعب ضدهم.
قبل 13 عامًا أوقعت قرعة دوري أبطال أوروبا فريق جينك البلجيكي في مواجهة تشيلسي الإنجليزي، المدجج بالنجوم حينها، أمثال فرانك لامبارد، وديديه دروجبا، والبقية.
وخلال المواجهة كان جايتان كوكي، الطفل الصغير، جامع الكرات، حينها، يشاهد المواجهة مذهولًا خلف مرمى تشيلسي، وركض فرحًا بهدف التعادل لفريقه المحلي أمام البلوز، قبل أن يحمي مرماه لاحقًا في البطولة ذاتها، التي يشارك فيها أعظم اللاعبين.
في مدينة تونجيرين التاريخية، التي أحرقها لويس الرابع عشر، ملك فرنسا، بالكامل عام 1677، ولد كوكي عام 1998.
في سن التاسعة التحق الفتى الصغير بأكاديمية جينك، وكان حينها تيبو كورتوا، الحارس الدولي الشهير، هو حامي عرين الفريق الأول للنادي البلجيكي، وقدوة الشباب الصغار في الأكاديمية، قبل أن ينتقل إلى تشيلسي عام 2011.
كان الفتى الصغير يجمع بين التدريب في الأكاديمية، وجمع الكرات في مواجهات الفريق الأول، الذي شارك في دوري أبطال أوروبا بنسخة 2011ـ2012، التي واجه خلالها تشيلسي، وكان كوكي خلف المرمى، ونفسه تحدثه بالمشاركة في المسابقة، صاحبة الشعبية الأولى عالميًا.
مضت الأعوام، وتدرج كوكي في جميع الفئات السنية، قبل أن يصعد إلى الفريق الأول موسم 2016، بوصفه الحارس الرابع، الذي نادرًا ما تتاح له فرصة المشاركة.
انتظر حارس العروبة الجديد أربعة أعوام، قبل أن يبتسم له الحظ، ويحظى بفرصة المشاركة مع الفريق الأول، وصادف، من حسن حظه، مشاركة فريقه في منافسات دوري أبطال أوروبا، التي أوقعته بمجموعة ليفربول الإنجليزي، ونابولي الإيطالي، وسالزبورج النمساوي.
تسبب داني فوكوفيتش، الحارس الأساسي المخضرم، بتمزق في وتر أخيل، وتم اختيار كوك، الذي عاد من موسم على سبيل الإعارة في الدرجة الثانية مع لوميل، لاعبًا أساسيًا.
وقال كوكي حينها عن قرار النادي بعدم التعاقد مع حارس مرمى يتمتع بخبرة: «لقد فوجئت بعض الشيء، خاصة عندما نشارك في دوري أبطال أوروبا، لكن هذا يمنحني الكثير من الثقة، والآن أحاول إثبات نفسي في كل مباراة».
في مواجهته الأولى بدوري الأبطال، أمام سالزبورج النمساوي، لم يستطع كوكي حماية شباكه من الغول الصغير حينها إيرلينج هالاند، الذي مزق شباكه بثلاثية «هاتريك»، قبل أن تنتهي المواجهة بسداسية.
في المواجهة الثانية، أمام نابولي الإيطالي على ملعب «سيجيكا أرينا»، تذكر كوكي حلمه وهو يجمع الكرات قبل ثمانية أعوام، واستبسل بالمحافظة على نظافة شباكه أمام خاليدو كوليبالي، لاعب نابولي حينها، والهلال الحالي.
كان كوكي يحلم بمواجهة ليفربول، وهي المواجهة الثالثة على ملعبهم، ولكن طوفان ساديو ماني، لاعب النصر الحالي، وزميله محمد صلاح، مزق شباك الحارس الشاب برباعية مقابل هدف وحيد.
يقول كوكي عن ساديو ماني: «كان الهدف الثالث لليفربول في تلك الليلة، الذي سجله ساديو ماني بعد تمريرة مشتركة مع محمد صلاح، سريعًا كالبرق، لم أتوقع أن يكون الأمر بهذه السرعة. لقد فاجأني ذلك كثيرًا».
في أكتوبر المقبل، سيتعين على الحارس البلجيكي أن يحمي شباك العروبة، فريقه الجديد، من أهداف ساديو ماني، مهاجم النصر، وتكون فرصة الثأر سانحة أمامه، بعد أعوام من موقعة دوري الأبطال.