|


خالد الربيعان
أقدام شبعانة
2024-08-18
استقبلت خبر انتقال لاعبنا السعودي سعود عبد الحميد، لاعب الهلال، لصفوف روما الإيطالي ولاعبين سعوديين آخرين إلى أندية أخرى بسعادة بالغة، نظرًا لما تسير عليه السعودية في دعم الرياضة وخاصة كرة القدم، من خلال تجهيز خطة لاحتراف اللاعب السعودي، هذه الخطوات تأخرت كثيرًا، لأنني سبق أن تحدثت عنها كثيرًا، لذا تقدم أي دولة في المجال الرياضي على صعيد المنتخبات يعتمد أن يكون لديك ركيزة أساسية من المحترفين لديهم احتكاك مباشر بلاعبين خارج القارة، لمساعدة المنتخب السعودي على مجابهة الكبار.
الموضوع ليس وليد الفكرة، فقد سبقنا اتحاد كوريا الجنوبية واليابان في إقامة هذا المشروع الذي يبحث عن خلق جيل جديد ينافس في الفترة المقبلة، دعوني أحدثكم على هذه التجارب لنفهم الأمر جيدًا، فإذا تحدثت عن كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، فقد أقامت من ألمانيا قاعدةً أساسيةً لها لانطلاق لاعبيها الشباب لعالم الاحتراف بعد توفير السكن لهم وتجارب الأداء وفقًا لاتفاقياتٍ أبرمتها وزارة الرياضة الكورية مع بعض الأكاديميات والأندية في ألمانيا، والنتيجة كانت واضحة من خلال المشروع اللاعبُ الكوري الأشهر في تاريخ رياضة بلاده، وهو سون، لاعب توتنهام.
التجربة الثانية هي اليابان، التي تتخذ من بلجيكا قاعدةً لذلك، من خلال امتلاك أحد الأندية هناك، وذلك لمنح لاعبيها فرصة للوصول إلى الدوريات الأوروبية، أما نحن في السعودية فقد اتخذنا من إسبانيا قاعدةً لجيلٍ قادمٍ في برنامج «صقور المستقبل»، وقمنا بمنحهم فرصًا وتجاربَ، كان من نتائجها الأولية خمسة لاعبين، يحترفون الآن في أربع دولٍ أوروبيةٍ، ولا نزال في البدايات ونحتاج إلى صبر قليل حتى نصل إلى الهدف المنشود، خاصة أن وزارة الرياضة رصدت ميزانية ضخمة تقدر بمبلغ 75 مليون ريال للأندية العامة والخاصة والأكاديميات المعتمدة بجانب تأسيس 9 مشاريع لرسم مسار لمستقبل المنتخبات الوطنية في الأعوام المقبلة، فالأمر ليس سهلًا لبناء منتخبات وطنية رائدة، لذلك يجب أن يدرس جيدًا حتى نتلافى أخطاء الماضي.
على الصعيد الشخصي أتمنى نجاح التجربة فنحن في حاجة عقول تصنع الكثير لرياضتنا تبدأ من الفكرة مرورًا بإدارتها وتنتهي بلاعب شغوف.

أخيرًا نجاح اللاعب السعودي في الاحتراف خارجيًّا سيكون محدودًا إذا كانت أقدامه شبعانة!