|


خالد الربيعان
الصندوق والعقليات
2024-08-25
في السنوات الماضية كانت بعض أنديتنا الجماهيرية غارقة في المشاكل، ووصلت إلى محاكم الفيفا، بسبب إدارات تقادمت وزمنها قد ولّى، حيث كانت المصالح الشخصية هي الأولوية، ما أدى إلى ديون تجاوزت الملياري ريال، وقد قامت الدولة بتسديدها.
الأشخاص الذين يُطلق عليهم «رجالات الأندية» هم في الواقع مشجعون عاطفيون ينظرون إلى الأمور من زاوية ضيقة. هم يهتمون فقط بسمعة ناديهم، لكن بنظرة مشجع لا يدرك العوامل الأساسية في إدارة النادي، مثل إدارة الكوادر، والاستثمار، والرعايات، والإدارة الفنية والمالية، وعوامل الربح والخسارة، والجوانب الاقتصادية. هذه العوامل تشكل جزءًا صغيرًا من الصورة الأكبر.
في رياضتنا، يرفض الكثيرون فكرة أن تدار الأندية بإبداع، ويسعون من خلال تحريض المشاهير المستفيدين من جماهير الأندية إلى كسر منظومة التصحيح. لذا، يجب أن نكون حازمين في عملية إدارة الأندية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، وذلك من خلال الاستعانة برجال ذوي خبرة في هذا المجال، وعدم الاستماع للمشجعين العاطفيين الذين يبحثون عن حلول مؤقتة.
الإدارة هي فن تطبيق الاستراتيجيات وتحقيق الأهداف والإنجازات، وكذلك فن إدارة فريق العمل. هذه هي الصورة البسيطة التي نعرفها. لكن عندما نتحدث عن إدارة أندية كرة القدم، نحتاج إلى نماذج إبداعية عالمية لمواكبة التطورات. هناك أندية عالمية حققت نجاحات هائلة في الأرباح والشهرة، وخلقت نماذج علمية جذابة في علم إدارة الأندية، وهو ما تسعى الدولة إلى تحقيقه لإدارة أنديتنا السعودية.
تجارب الأندية العالمية المتقدمة وتأهيل الكوادر السعودية داخليًّا وخارجيًّا هي التي ستحدث الفرق في مجال صناعة الرياضة. الابتعاد عن «رجالات الأندية» والتحول إلى رجال مؤهلين وقادرين على تحقيق النقلة الكبرى المتوافقة مع استراتيجية تخصيص الأندية، المنبثقة من رؤية سمو ولي العهد، هو ما نحتاجه.
نحن السعوديين نصنع عالمًا جديدًا، وسنكون مرجعًا للنجاحات على مستوى العالم بقيادة قائد سيذكره التاريخ. لذا، يجب أن نكون جزءًا من هذا التاريخ من خلال أعمالنا وإنجازاتنا الناجحة، وأن تكون الرياضة جزءًا لا يتجزأ من منظومة النجاح، القائمة على أسس وقواعد استراتيجية واستثمارية، وليست مدفوعة بعواطف مشجعين يسعون لتحقيق مكاسب شخصية.