|


خالد الربيعان
طبول
2024-09-02
على الرغم من اختلافاتنا في العادات، إلا أن كرة القدم جاءت لتوحد الشعوب من مختلف اللغات والثقافات حول العالم معيدةً في أذهاننا أننا لسنا نعيش في العالم بمفردنا، فعلينا أن نتعلم من الآخرين، ولعل ما يحدث في مدرجات أوروبا وروابط التشجيع في أنديتها يجعلنا نثق تمامًا أننا مازلنا بعيدين تمامًا عن استخدام أحدث الأساليب في التشجيع داخل المدرجات، فلم أجد فى ملاعب أوروبا مثلًا نشازًا كما هو عندنا، التشجيع بالطبول المزعجة والأغاني المحبطة والتي تستخدم للفرق الشعبية في المناسبات وليس لمباراة كرة قدم، هذا الأمر أصبح موضة قديمة في الملاعب.
وكالعادة الجماهير الأوروبية تضرب مثالًا جميلًا في طرق تشجيع أنديتها داخل المدرجات، فهي تستخدم أدوات مثل الأهازيج المؤثرة وأغانيها الحماسية وأيضًا تستخدم القطع القماشية الكبيرة التي ترفعها الجماهير هذا بجانب الحضور للملعب بلبس الفريق الذي تشجعه والإبداع بالتيفو بشكل جمالي وأحيانًا تصميم رسمات بتقنية ثلاثية الأبعاد وهذا ما يجعلني أتساءل دائمًا، لماذا لا نرسل مشجعينا إلى أحد الفرق الكبرى في أوروبا وعقد ورش عمل مشتركة معهم بغية الاطلاع على تجاربهم وأساليب التشجيع المتبعة عالميًّا؟!
ولو تحدثت عن الأمر تسويقيًا بعد أن أصبح مفهومه مهمًّا في إطارعولمة استهلاك كرة القدم، لتتحول على إثرها الأندية الكبرى إلى شركات متعددة الجنسيات تسوِّق منتجاتها على مستوى عالميّ، لهذا تُعد وسائل الإعلام أداة محورية لديها، ليس فقط لجذب الناس إلى مشاهدة المباريات وتشجيعها، بل أيضًا لجذب المشجعين إلى استهلاك المنتجات المعروضة في الإعلانات التجارية للشركات الراعية، هذا بخلاف طبعًا أن الظهور الجيد للجماهير داخل المدرجات سيعمل على تسويق الدوري بصورة جيدة وأيضًا جذب السياحة داخل السعودية، ولعل ما قامت به جماهير أيسلندا في إحدى المباريات خير دليل على صحة كلامي، فقد نجحت «تصفيقات» جماهير أيسلندا في جذب أنظار العالم إلى جزيرتهم الصغيرة التي يسكنها 338 ألف نسمة، كما خصص الاتحاد الدولي «فيفا» جائزة لهذه الجماهير في حفله السنوي وهذا ما أتمنى أن تتداركه روابط المشجعين في أنديتنا داخل المدرجات حتى يتحقق الهدف المنشود.