|


خالد الشايع
دعوا سعود وشأنه.. لا تعيدوه
2024-09-25
ما زال سعود عبد الحميد، ‏لاعب روما الإيطالي، يستحوذ على الاهتمام على الرغم من مرور أكثر من الشهر على رحيله من الهلال، فعلى الرغم من الضجة التي أثارها رحيله قبل أكثر من عام من نهاية عقده، إلا أنه لم يلعب حتى الآن دقيقة واحدة مع ناديه الجديد، وظل حبيسًا لدكة الاحتياط، حسنًا أمر محبط بلا شك ولكنه أمر متوقع أيضًا، بل وطبيعي، فاللاعب يمتد عقده حتى 2028 ويلعب لفريق من فرق النخبة في إيطاليا ولم يكمل الشهر معه. من الطبيعي أن يكون احتياطيًا حتى يجد الفرصة، ومتى ما سنحت له فمن المؤكد أنه سيتمسك بها وينجح. فهو يملك كل المقومات التي تؤهله لذلك، ولو لم يفعل فسيكون أوجد لنفسه اسمًا في أوربا، فهو لاعب في روما الإيطالي، وبالتأكيد سيحصل على عروض جيدة من أنديه أخرى. المهم أن تستمر التجربة ولا يعود للدوري المحلي، وإلا فستكون ضربة موجعة للمشروع الرياضي، فإذا كان أفضل اللاعبين فشل في الاستمرار في أوروبا لأربعة أشهر فغيره بالتأكيد لن ينجح.
الحديث عن عودته مجددًا لنادٍ آخر غير الهلال حديث لا معنى له، فاللاعب رحل من الهلال بأقل من 10 في المئة من قيمته السوقية محليًا، ولم يتم تعويض ناديه عن الفارق الكبير بين ما يستحقه وما تم دفعه. وبالتالي لا مبرر لذلك، خاصة وأن النظام الدولي يمنع ذلك أساسًا، فلا يسمح للاعب أن يمثل ثلاثة أندية في موسم واحد، علينا نسيان ذلك وعدم تكرار تجربة أسامة هوساوي الفاشلة.
سعود يملك كل المقومات للنجاح لكنه يحتاج فقط للوقت للتأقلم واستيعاب التغيير الكبير بين اللعب المحلي واللعب في إيطاليا، خاصة وأنه لم يخض تجربة وسط، كحال معظم اللاعبين العرب المحترفين في أوروبا. بدأ في القمة والفوارق الفنية كبيرة سواء تدريبيًا واحترافيًا في الدوري السعودي وإيطاليا، ربما يفكر روما في إعارته لنادٍ آخر حتى يكتسب الخبرة، هذا خيار جيد، فالهدف هو اكتساب الخبرة وفتح الطريق لبقية اللاعبين.
سعود ومعه فيصل الغامدي ومروان الصحفي هم نواة أكثر نضجًا من برنامج ابتعاث اللاعب السعودي وفكرة الانتكاسة السريعة غير مقبولة وتهدد المشروع بأكمله، والاستعجال في قطف الثمار سيكون كارثيًا. دعوهم يلعبون ويتنقلون بين الفرق حتى يجدوا فرصتهم. محمد صلاح لم يولد نجمًا في ليفربول، تنقل بين بازل وأتلانتا وروما حتى برز اسمه، فلماذا نستعجل على سعود ونتوقع أنه سيلعب من أول يوم أسياسيًا مع فريق يعد من أفضل فرق أوروبا وأكثرها عراقة؟! بعض من المنطق لا يضر.