|


عبد العزيز المريسل
الهلال «خرّب الدوري»
2024-09-29
وأنا أرى الهلال يسيطر على البطولات المحلية بينما باقي الفرق مثل النصر، والاتحاد، والأهلي، لا تزال في مشكلاتٍ داخليةٍ بسبب عدم حصولها على ما حصل عليه الأزرق، ومن ذلك صلاحياتُ الرئيس، يتبادر إلى ذهني سؤالٌ، أعتقد أنه مهمٌّ نوعًا ما: هل من مصلحة الدوري السعودي أن يكون الهلال هو المسيطر فيه بهذا الشكل الذي نراه حاليًّا؟!
كذلك: هل قيمة أندية النصر، والأهلي، والاتحاد ستكون كبيرةً حينما يتم طرحها للبيع بوصف ذلك جزءًا من الخصخصة؟!
الهلال منذ استحواذه من قِبل صندوق الاستثمارات، وأعني منذ الموسم الماضي، وهو البطل الوحيد لجميع البطولات المحلية، وأعتقد، بل وأجزم بأنه سيواصل السيطرة على بطولة الدوري لسنواتٍ عدة، إذ لا يوجد أملٌ بأن ينافسه أي فريقٍ! وسيحقق الهلال الدوري بفارقٍ كبيرٍ عن المركز الثاني، وسيبدأ بهذا الفارق مع نهاية الجولة الـ 12 التي تمثِّل تقريبًا ثلث الدوري!
أعتقد أن النادي الوحيد الذي يستطيع كسر السيطرة الهلالية، هو نيوم الذي يعدُّ صعوده إلى دوري روشن السعودي مسألة وقتٍ لا أكثر، لكنه قد يحتاج إلى موسمٍ، أو موسمين بعد صعوده قبل أن يصبح المنافس الأول للهلال.
أعتقد أيضًا أن هناك أنديةً ستتنازل عن مكانتها بوصفها فرقًا منافسةً، وتُسلِّمها إلى فرقٍ أخرى قادمةٍ بقوة الصاروخ في عصر المال والعمل الإداري الاحترافي، فتاريخ هذه الأندية وشعبيتها، لن يشفعا لها في عصر الخصخصة.
يظل الهلال الفريق الوحيد «المختلف» عن كل الأندية في ظل وجود رئيسٍ، يملك صلاحياتٍ لا يملكها غيره في النصر، والأهلي، والاتحاد، علاوةً على وجود عضوٍ داعمٍ وحيدٍ في الأزرق، لا يوجد مَن يماثله في الأندية الأخرى.
ربما يرى بعضهم أن مثل هذه الأمور عاديةٌ، لكنها في الحقيقة تصنع فارقًا كبيرًا بين الهلال والفرق الأخرى لدرجة أن الفارق أصبح سنةً ضوئيةً بكل ما تعنيه الكلمة، ولن يستطيع أي فريقٍ هزيمة الهلال، وسيواصل هذا الهلال كسر أرقام الدوري المسجَّلة في العام الماضي، ولن يوقفه أحدٌ حتى لو تم تكوين منتخبٍ لدوري روشن السعودي.
في العام الماضي، كان الفريق الوحيد الذي يمكن أن يهزم الهلال، هو النصر، لكن هذا النصر تنازل عن شيءٍ من كبريائه، وسمح لمَن تفوَّق عليهم العام الماضي بأن يتجاوزوه! مع ذلك هذه الفرق لن تستطيع أن تجاري الهلال، ولا حتى في شوطٍ واحدٍ، فما بالكم بمباراةٍ كاملةٍ، فالاتحاد مثلًا، الذي غشَّته نتيجة الوحدة السباعية، ظهر على حقيقته في أول ربع ساعةٍ واجه فيها الهلال.
يبدو لي أن الهلال «خرَّب الدوري» علينا بقوته الفنية والإدارية والشرفية التي تجاوز فيها الجميع، وبسنواتٍ ضوئيةٍ، لذا فإن البطل هو الذي يحتل الوصافة في أي بطولةٍ بعد الهلال المسيطر.