لم أندم يومًا على موقف تعاملت فيه برفق، لكني ندمت كثيرًا على كل موقف غاب فيه الرفق عن قلبي، ثم سلب النوم مني، وأعادني نادمًا معتذرًا بغض النظر من المخطئ ومن المصيب. يؤسفني أن الإنسان يتعلم لاحقًا أن الرفق قوة إنسانية عظيمة، بعدما كان يعتقد أن القوة في القسوة أو الغلظة. عندما أفكر في الأشخاص الذين يجتمع الناس على محبتهم أجد أن لهم قلوب رقيقة، وشخصياتهم متسامحة. لم أكتب عن الرفق يومًا، لكني كتبت عن القوة التي نكتسبها كلما كنا متسامحين، وعن الصفاء الذي يمنحنا إياه التسامح. قبل يومين قرأت ما كتبه الأستاذ عبد الله السعدون عن الرفق وعن تجربته معه، وكيف أنه كان سبب سعادته، اليوم اخترت نقل ما كتبه الأستاذ عبد الله السعدون، لأنه خريطة طريق مضمونة للوصول لحالة السعادة وراحة الضمير «تمنيت لو رافقني الرفق طوال حياتي، لم أكتشف فوائد الرفق وميزاته الكثيرة إلا بعد سنين طويلة، وسلسلة من الأخطاء أهم أسبابها العجلة، وردود الأفعال غير المدروسة، وغياب الحكمة. وجدت سعادتي بالرفق. الرفق يعني منح الحب للآخرين، ويعني تقدير ظروفهم. ما زلت أتعلم كيف أجعل من الرفق سلوكًا أُعرف به. وهذا يحتاج للتدريب المستمر، والتذكير في كل المواقف التي تمر بنا. مارس الرفق في البيت وهو الأهم، وفي الشارع وهو السلام والتأمين ضد استفزاز الغير، وهو المطلوب في العمل من أجل المزيد من التعاون وروح الفريق. من عاهد نفسه أن يلتزم بالرفق، لديه كل الفرص ليكون رحيمًا ينشر المحبة أينما حل وذهب. الرفق ليس ضعفًا ولا تهاونًا، لكنه أبرز معاني القوة والثقة بالنفس، والقدرة على الأداء. كل الأنبياء والمصلحين كانوا رفقاء. حتى مع العتاة المتجبرين. حين أرسل الله موسى وأخاه إلى فرعون أمرهما أن يقولا له قولًا لينا. فهو أبلغ وأكثر تأثيرًا. عاهد نفسك أن يكون الرفق دليلك في الحياة، وتذكره في كل موقف يتطلب الرد السريع».
* ابن حزم الأندلسي: لو لم يكن من فائدة للعلم والاشتغال به إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داعٍ إليه.
* ابن حزم الأندلسي: لو لم يكن من فائدة للعلم والاشتغال به إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داعٍ إليه.