|


اعتداء كاردوزو.. الموقف الأصعب في مسيرة جيسوس

الرياض ـ أسامة فاروق 2024.10.05 | 03:14 pm

إذا سُئِل البرتغالي العجوز جورجي جيسوس، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، عن أصعب موقف عاشه خلال مسيرته المهنية الحافلة، لن يفكر طويلًا قبل استحضار وقائع تعرُّضه لاعتداء لفظي وجسدي من لاعبه الباراجوياني أوسكار كاردوزو في 26 مايو 2013 على مرأى ومسمع حشود ملعب لشبونة الوطني.
في ذلك اليوم، كان بنفيكا يقارع فيتوريا جيماريش على تحقيق كأس البرتغال. كتيبة «النسور»، التي يقودها جيسوس، ما كانت تنقصها خيبة أمل جديدة بعد أسبوعين عاصفين شهدا خسارتها لقبي الدوريين المحلي والأوروبي، لذا أخذت زمام المبادرة أمام منافسها وتقدمت بعد 30 دقيقة بهدف سجّله الأرجنتيني نيكولاس جايتان أرخى الأعصاب، ونزع فتيل القلق مؤقتًا.
ظلت النتيجة عصية على التغيير حتى بدأت المباراة الزحف نحو نزعها الأخير. ثلث ساعة كانت متبقية على إتمام مهمة إنقاذ الموسم بلقب يعزّي الجماهير وجيسوس، الذي لم يكن مستعدًا لضربة أخرى، بعد مشهد جثوه على ركبتيه، العالق بالأذهان، لحظة خسارة الكلاسيكو المحلي أمام بورتو في الأيام السابقة.
من بين 7 لاعبين جالسين على مقاعد البدلاء تصفّح جيسوس وجوههم، اختار الجناح الأوروجوياني جوناثان أوريتافيسكايا ليزج به في الدقيقة 70، بدلًا من المهاجم كاردوزو، الذي تعطّلت ماكينته التهديفية، بفعل كمّاشة دفاعية مُحْكِمة فرضها عليه البرتغالي روي فيتوريا، مدرب جيمارايش.
وكأنَّ سَحْب كاردوزو من الملعب كان «نقطة الصفر» التي انتظرها أبناء فيتوريا، فبعد عشر دقائق فقط جعلوا عاليها سافلها. المهاجم الجزائري العربي هلال سوداني بادر بإدراك التعادل أولًا، وبعد دقيقتين أضاف زميله الجناح البرتغالي ريكاردو بيريرا الهدف الثاني، موجِّهين طعنتين نجلاوين لقلب النسر الأحمر.
هباءً منثورًا ذهبت محاولات جيسوس الانتحارية لتعديل الكفة مجددًا. لم يفلح الإسباني رودريجو مورينو، ولا الأرجنتيني بابلو أيمار، اللذان أقحمهما المدرب بعد انقلاب الأوضاع، في تقمُّص شخصية البديل المنقذ، وانتهت المباراة بخسارة بنفيكا ثاني نهائي، وثالث بطولة، في غضون نصف شهر فقط.
ارتجَّت الأعصاب فور إطلاق صافرة الختام داخل ملعب لشبونة. وبوجْه مكفهرّ أقبل كاردوزو على جيسوس ونهره، ربّما بسبب استبداله، أو لتحميله مسؤولية الموسم الصفري كما روّجت الصحف تاليًا. وجّه إليه كلمات مشحونة، ثم لكزه بعصبية، قبل تدخُّل الآخرين للفصل بينهما، لكن بعدما نقلت الكاميرات ما حدث ووثقته مشهدًا ختاميًا لموسم بنفيكا الدرامي.
«إنها أصعب واقعة واجهتها علنًا. تمكَّنت من احتوائها لاحقًا دون صعوبة، لأنه فتى طيب. كانت لحظة غضب، بسبب اختلال العواطف لخسارتنا نهائيين في أسبوع واحد. لو وقع ذلك خلال التدريب لكان رد فعلي وقراري وموقفي تجاهه مغايرين تمامًا».
كان ذلك تعليق المدرب على الحادثة، التي أمْسَك عن التفاعل معها لحظة وقوعها، أمّا اللاعب فاعتذر لاحقًا دون ذكر اسم جيسوس في رسالته النادمة التي بثها عبر حسابه في موقع «فيسبوك».
وعلى الرغم من اعتذاره، انشرخت العلاقة بين الطرفين، وعرض النادي عقد لاعبه للبيع خلال الصيف، وأوشك على الرحيل بالفعل إلى فنربخشة التركي، لولا فارق 3 ملايين يورو بين العرض المقدم ومطالب بنفيكا.
وبعد فترة عزل انفرادي، عاد أفضل هدّاف أجنبي في تاريخ النسور إلى التدريبات الجماعية، لكنه ظهر بنسخة باهتة كثيرًا عن ذي قبل، واستمرّ موسمًا واحدًا ثم حزم حقائبه صيف 2014 منتقلًا إلى طرابزون سبور التركي، خلافًا للتقارير التي ادّعت آنذاك اتفاقه مع الهلال.


اعتداء كاردوزو.. الموقف الأصعب في مسيرة جيسوس