|


خالد الشايع
ادعمني مثل الهلال وأصير الأول
2024-10-09
من منا لا يعرف قصة الراعي والذئب، قصة كلاسيكية تتكرر يوميًا في ملعبنا، حتى باتت كئيبة غير قابلة للتصديق.
تبرير، تبرير، تبرير في كل مرة يخرج الهلال منتصرًا فيها على أحد خصومه الكبار، كان آخرها أمام الأهلي، ليكمل مباراته العاشرة هذا الموسم دون أي تعثر.
توالت التبريرات، وكثرت حتى بات المتلقي العادي لا يعرف إياها يصدق، بدؤوها بالدعم، ثم ثنوها بالصلاحيات المزعومة، وعندما فشلت تلك الأعذار عادوا للأسطوانة القديمة، التحكيم، ولن تكون الأخيرة، غدًا وبعد فوز جديد للهلال، سيجدون عذرًا آخر، لن تتوقف القصة عند ذلك.
الظهور التقليدي لرئيس الأهلي خالد العيسى بعد المباراة، يصف حالة الراعي أمام الذئب، ظهر متوترًا، ومنتقدًا التحكيم، وكأن الحكم السلوفيني الذي قاد المباراة أجرم في حق ناديه، على عكس ما جزم به غالبية المحللين المختصين الذين أشادوا بقراراته خاصة في ركلة الجزاء وإعادتها، وعدم احتساب أخرى للأهلي، شتان ما بين ظهور العيسى وبين تصريح البرتغالي الشاب فيجا، لاعب الأهلي الذي خرج بكل شجاعة، واعترف بقوة الهلال وأنهم عجزوا عن مجاراته، لأنه كان الطرف الأقوى.
مثل هذه الأعذار الواهية لم تعد تنطلي على الجمهور الواعي، ولكن للأسف، نحن نعيش في زمن قل فيه الوعي، وكثر فيه الصخب، انجرف عشرات الإعلاميين والمؤثرين في حملة تشويه مصطنعة، حتى أثرت على تفكير الجمهور الذي بات مؤمنًا بأن هناك مؤامرات تدار ضدهم.
ليس عيبًا أن تخسر، كرة القدم لا تقبل الفوز دائمًا، ولكن العيب هو الظهور في كل مرة لرمي التقصير على غيرك، ذات الأصوات الأهلاوية التي تعالت فرحة بعد التوقيع مع توني بـ60 مليون يورو، هي ذاتها التي «تصيح» الآن مشتكية من قلة الدعم، لم يسأل أحد، أين لاعب المواليد الذي كلف أكثر من 20 مليون يورو للتعاقد معه، كيف تجاوز الفحص الطبي وهو مازال حبيس غرفة العلاج؟ لم يسأل أحد منهم، لماذا الأهلي خارج منافسة كأس الملك؟ وكيف تقلصت فرصه في المنافسة على لقب الدوري؟ حاليًا هو العاشر بفارق 11 نقطة عن المتصدر ونحن مازلنا في الجولة السادسة، أسئلة بسيطة لو سئلت ووجد لها الأهلاويون الجواب، لكان وضع الفريق أفضل.
خسر الأهلي من فرق أقل منه دعمًا وبكثير، من الفتح والجندل، ولكن بدلًا من البحث عن السبب، يصيح جمهوره «ادعموني مثل الهلال، وأصير الأول»، دعموه أكثر من الجندل والفتح بمئات الملايين، ومع ذلك خسر منهما، القصة أكبر من دعم لا يعرف أحد من الأكثر والأقل فيه، إنها فكر وإدارة، لا يعرفها الأهلاويون منذ رحيل الدكتور عبد الرزاق أبو داود.
إن لم تكن هناك وقفة حازمة أمام الأصوات النشاز التي تشوه الكرة السعودية، وترسخ لفكرة أن ثمة سبب مما يقولونه وراء خسارتهم المتتالية، سيأتي وقت يتلاشى فيه العقلاء، ولا نجد في الساحة إلا الدهماء، عندها لن يقنعهم شيء وستنفلت الساحة.
اليوم يشككون ليس في التحكيم فقط، بل حتى في من يدير أنديتهم، غدًا لا يعرف إلا الله بماذا سيشككون أيضًا، ومن يعتبرون أنفسهم إعلاميين مخضرمين، بدلًا من أن يكونوا سراجًا لإنارة العقول وتوجيهها، تحولوا إلى منصات لعكس ذلك، كل هذا من أجل حفنة من المتابعات.